إسكربيت (حكايه إيلول) بقلم مريم منصور

تقلق
هزت راسها بتأكيد وشربت بوق شاي
- دي توغوش.
- شوفتي ازاي! وامبارح كلنا قاعدين وبنضحك واذا فجأه بيخدوا رأي في جواز القرايب ده من امتى واحنا بنقلب القاعده بالجديه دي! كل قعدتنا نم وهلس احنا غلابه اصلا وبنام من العشاء.
- مين اللي سألك
- هتفرق!
- جاوبي يا ايلول.
- كلهم حتى بابا.
- وانت كان ردك ايه
- ودي عايزه رد! قمت قايللهم ضد طبعا كفايه انه بيجيب عاهدت.
- ما كذبتيش فعلا ما انا قاعده قصادي اكبر عاهه.
- ولما اعورك
زقتني - بس علشان انت غبيه بجد كل بيلمح ليك وانت في عالم موازي.
- انت قد الزقه دي
- انا بقول ايه وانت بتقولي ايهانت هتشليني
- ماشي اوكي يمكن فاهمه كويس بس انا مش موافقه. قعدتني جنبها - ليه مش موافقه
اتنهدت
- علشان مش قادره انسى يمكن صفيتله ومش شايله بس مش قادره انسى انه ساب امه لوحدها پتبكي من وراه وهو شاف حياته مش قادره انسى عمي اللي ظهره اتقسم من وقفته لوحده في الارض مع انه المفروض كان يكون معاه ويسنده ومش قادره انسى اخواته البنات لما كانوا بيجوا عندنا غضبانين من رجالتهم وماكانوش بيلاقوه علشان يجيب لهم حقهم.
مسكت ايدي
- طب وأنت مالك بدا كله وبعدين اهله كانوا موافقين..
قطعتها
- بس انا ماكنتش موافقه ماكنتش موافقه صاحبي يمشي ويسبني لكن هو مشي عادي زي ما كل حاجه بتمشي.
مسحت دموعي بتفهم
- ما تلومهوش لأنك ما حاولتيش حتى توقفيه.
- وانا مش بتاعت بوح و ماكنش ينفع اروح اوقفه كان المفروض يفهم من نفسه.
- في حاجات لازم تتقال يا ايلول زي الزعل زي الحب وزي العتاب لازم نقولهم مش نحط ايدينا على خدنا ونقول كان المفروض الشخص ده يفهم طب وازاي يفهم واحنا حاطين مسافه على مسافه
- المواقف هي اللي بتخلق مسافات لكن لو على القلب فهو سابق ومقدم خير للكل لكن بافعالهم هم اللي بيبعدونا عنهم اه الواحد صافي ومعلم قلبه المسامحه لكن مانسيش وقت الزعل ولا الكسره ومش بأيدي.
- وسيف ببعده زعلك
غمضت عيوني بقوه
- خوفني في كل يوم كان بيمر عليا كنت بخاف لما يرجعش تاني او يتجوز ويعيش حياته هناك كنت بخاف للفرصه ما تجيش واقدر اعرفه احساسي اللي اكتشفته فجأه بعد ما مشي! كنت بخاف من كل عريس بيتقدم لأضطر اوافق واعيش حياتي انا كمان وانسى!..
فتحت عيوني
- بس الغريبه ان محدش كان بيضغط علي وكنت بحمد ربنا في كل مره بتعدي.
- يمكن علشان كانوا فاهمين فكانت بتعدي! 
بصيت لها پصدمه لثواني
- يعني ايه! سري باين الكل كده
ضحكت - مش الكل اوي هو بيبان بس للقريب منك وانت البلد كلها قريبه منك.
قمت - يالهوي وهو كمان عارف
- والله أنت وفهمك إذ كان مكنش واقع.
للمقبل خطوات وللراجي دعوات وللمحب امل في مرسالهم
- لازمتها ايه تيجي معايا يعني!
- جاي اسليك ايه المشكله
- وانت شايف نفسك سوداني علشان تسليني! ولا رايحة حديقه الحيوان وبتفسح وواخده ابن اختي!
- ههه عسل يا لولي ما تهزريش تاني بقي.
انفعلت - انا مبهزرش دلوقتي.
بصلي بطرف عينه - يبقي نمشي وإحنا ساكتين ومحترمين صوتنا في شارع ولا ايه
وقفت فجأه - انت بتهزقني كمان!
الټفت لي - لأ مقدرش بس بلفت نظرك ان احنا في الشارع وعلي الطريق وكدا ما ينفعش لان اللي رايح واللي جاي سامعنا وبيتفرج وبيني وبينك مابحبش اكون فرجه لحد وهتضايق ولما بضايق لقدر الله يعني ممكن امسك في خناق حد فلو انت عادي بنسبالك اټخانق مع حد فأوكيه براحتك.
طول ما كان بيتكلم كنت ببتسم عقد بين حواجبه
- موافقه اني اټخانق يعني
هزيت رأسي بنفي - اكيد لأ بس كنت بسأل نفسي امتي بقيت رايق في نفسك كدا وكلامك له قبول!
- ودي اعتبرها معاكسه ولا اطراء بحسن نيه
- فيه حد بيعاكس اخوه برضه
اتحرك خطوه لقدام - معاك حق مفيش حد بيعاكس اخوه بس ممكن يعاكس ابن عمه عادي او حبيبه او ايا كان المسميات مش هنختلف.
- لأ ثانيه هنختلف انت بتقول ايه
- قولت ايه!
- انت مش شايف انت قولت ايه ولا قصدك ايه
الټفت فجأه
- شايف ان محصلش حاجه علشان تتوتري بالشكل ده لأني اعتبرتها إطراء وبحسن نيه ولا انت عايزاني اغير النيه واعتبرها معاكسه
اتوترت وسبقته بخطواتين
- ممكن نمد ونلحق اي مواصله علشان يومنا طويل يا سيف!
- حاضر يا ست الكل.
غريب صح! ويوم اغرب الصراحة من بدايته لحد الاخر يعرض علي بأني لازم اروح للدكتور الأسنان علشان شكيت من ضرسي ولما قولت بأني بخاف منهم اقنعني واتكلم بدل المره تلاته وبدأ خۏفي يتلاشي بالتدريج واتشجعت بأني اروح لوحدي لكن لقيته جاهز من الصبح ومستنيني علشان يجي معايا علشان يطمني اكتر هو انا عيله صغيره!
- الدكتور مالحقش يقولك بأن لازمك خالع تقومي مصوته
حطيت ايدي علي خدي تلقائي 
- كنت عايزني اسيبه يشيله بالحاجات الغريبه اللي معاه دي! عايزاني استسلمه واسيب نفسي ويبوظلي بوقي لمجرد انه دكتور! انت ايه يا شيخ انت ايه
- انا استهال ضړب الجزم اصلا اني جبتك اتفضلي انزلي. 
- مش نازله غير لما أغسل وشي الاول وافوق من الصدمة دي.
حاول يبتسم بالڠصب
- خلاص ماشي يا ايلول اتفضلي خشي الحمام هدي نفسك وانا هنزل اجيب العلاج من الصيدلية وهستناك بعدها تحت.
هزيت راسي بأيجاب ودخلت الحمام غسلت وشي براحه وهديت نفسي زي ما قال وبعدها خرجت ونزلت لتحت وقفت لثواني ادور عليه بعيوني لحد ما لقيته واقف بمسافة مش بعيده وبيشاورلي.
- يا رب تكون جبت المسكن كله.
بصلي بضيق - هو شريط واحد اللي جبته وفي نص الاسبوع هنيجي وتخلعيه فالمسكن ملهوش نفع.
- انا مش جايه هنا تاني. 
- لأ هتيجي ولو حكم الأمر اكتفك واجيبك هعملها.
- مش جايه يعني مش جايه.
- ربنا يسهل.
بصتله برجاء
- سيف ممكن متخدنيش علي قد عقلي والحركات دي بعد اذنك احترم رغبتي ومصلحتي وانا عارفها كويس وان شاء الله اخف علي العلاج ده من غير خلع وغيره ممكن
عقد بين حواجبه
- من امتي الإحترام ده يا قطه
- اتعود علي كدا لأن من هنا ورايح علاقتنا هيبقي ليها حدود ورسميه.
- بالشعريه.
بصتله - افندم!
- امشي يا ايلول امشي علشان ما تجلطش ويقولوا ماټ برسميه.
- هتبقي بالشعريه برضه
ابتسم - ما انت فاهمه اهو وحلوه.
ابتسمت وقبل ما ارد عليه لمحت شويه مايه في الطريق فرفعت طرف الفستان
- بتعملي ايه
شاورت بأيدي - هعدي فيه مايه ومش عايزاه يتبل.
حول نظره بسخريه يني وبين ما بشاور
- ده علي اساس انا مشغلك في الخلفيه البحر بيضحك ليه وانا نازلة ادلع واملي القلل
- انت بتتريق!
- منا علشان ابقي فاهم بس شويه المايه اللي ميجوش قد التفه دول مستعدين انك تشلحي بالطريقة دي! ولا انت ماشيه بمثل البلد اللي ملكش فيها حد اجري وشلح فيها
- حاجة زي كدا.
- اه ابتدينا.. طب تعالي عدي كدا من الناحيه دي علشان ماجريش انا ورايك دلوقتي وخلي البلد كلها تعرفنا ونطلع بڤضيحة.
- من عيني يا خويا بس هدي انت اعصابك الأول.
-