إسكربيت (حكايه إيلول) بقلم مريم منصور

خلاص راجع!
- سمعتهم بيقولوا كده بره وبعدين يوم ما يرجع مش علشان يقعد ويرعي ارضه والورث والكلام ده ابن عمك زهد عشتنا.
- اومال ليه
- يا خړابي منك ومن غباء يا بت افهمي مين اللي فرحو اخر الاسبوع ده
جاوبتها وانا بضفر اخر جزء من شعري
- مين
- نهارك حلو يا أيلول مش عارفه مين!
انتفضت من صوتها ونصبت عليها كامل تركيزي

- اوعي يكون هو! يجرالي فيها حاجه والله.
شدتني من الضفيره
- علشان غبيه وهيفضل اخرك الحسره.
قمت من علي حرف سرير
- ما أنت تعشقي البجاحه زي عينك كنت عايزاني اروح أوقفه واقوله لأ متهجرناش وتفوت البيت والبلد علشان خاطري أنا! ليه كنت مين علشان اروح ارخس نفسي وامرمطها بالطين كده..كان مين هو!
ابتسمت بسخريه
- اقولك مين! هو سيف اللي عينك بسببه بدوق طعم الدموع كل يوم من بعده..هو سيف اللي كفوف ايدك متشعبتطش في الحياه إلا بسببه هو اللي شوفيته بقلبك أنت اجدعها شاب في الحته واذكاهم وكل يوم بيعدي عليك بدون وجوده بتزعلي اكتر ده حتي كاتمه الدموع دلوقت.
بلعت غصه زوري
- وبعدهالك يا اسماء!
- سكت خلاص اتكتمت.
حاولت اضحك - يبقي ريحتي.
- فالحه بس تغيري الحوار لكن علي العموم اتفلقي واشربي من البحر هي حياتي ولا حياتك بلا وكسه.
- الله ينور عليك اقفي هنا بقي.
رفعت شفتها - طول عمرنا يختي واقفين وايه الجديد لا قاعدين وراضين بالعيشه مع اللي قعدوا ولا مشينا مع اللي مشيوا وانت فهماني يا نور عيني.
تجاهلت قصدها
- اتكلمي علي نفسك لا عايزه اطلع ولا غيره مالها عيشتنا ومالها أرضنا وبيوتنا وهيئتنا! طب والله ما فيه احلا من المركز بتاعنا وأهله.
- مش بقولك فلاحه وطول عمرك باصه لتحت.
- سبنالكم فوق يا ضنايا.
لاعبت حواحبها 
- سبيه يا روحي علشان يوم ما بنتطلع ونوصل بتعيطوا من ورانا - غمزت الاه الدمعه نمره كام دي!
- هنفرش المليات لبعض ولا ايه
لفت طرحتها
- ولا عايرك ولا تعايرني ده الهم طايلك وطايلك برضو علشان انا مليش دعوه وربنا يبعد عنا الامور الشاقه دي.
- هتمشي
- وقت العصاري بيخلص ونفسي ائيل شويه.
مسكت ايدها خليك معايا مش هتلاقي حد ماشي دلوقتى في البلد الكل نايم.
لا ياختي بيت رضوان صاحين وفايقين اصل عقبال عندك بينصبوا نصبايه الحنه ويوم الاكل.
حطيت ايدي علي بوقي وشهقت
ليكون قصدك أن صاحب سيف هو اللي هيتجوز وعلشان خاطره جاي والزياره المره دي هطول عن العادي!
هو بعينه يا مزه.
البيت كله واقف على رجل واحده من تجهيزات وعمايل اكل ومجايب وكل ده علشان الباش محاسب جاي! ما البلد كلها محاسبين والله عجب عليك يا زمن.
- نفوخي اتخوت انا قايمه.
جزت على اسنانها - ارتفي الملوخيه الاول وبعدين قومي.
- مش مقرطفه وما تتكيش على الكلام اوي كده يا عمتي علشان بټرعب.
- طول عمرك لسانك سابقك يا أيلول.
- يا حلاوة يا ولاه شوفوا مين بيتكلم اسكتي انت يا عمتي علشان اللي مستخبي مسيره يبان.
- و ازاي يا حلوه يا بيضه
- زي الناس..
و قبل ما اكمل رد عليها سكت دقيقه پصدمه وبصيت بتساؤل
- عمتي هو ما حدش لم البيض من تحت الفراخ النهارده
- انت ما لمتهوش
هزيت راسي برفض فصړخت وقامت
- نهارك مش فايت يا ايلول.
- ما انتوا اللي كل شويه اعملي اعملي كله ده لأجل خاطر الباشمحاسب يعني!
طلعت سلم السطح وهي بتمتم پغضب
- الله يدعئك ويدعئه ده زمان البيض فقس وطلع كتاكيت.
- حلو علشان يبقى كتاكيتو بني.
فتحت باب العشه بضيق
- اخفي من وشي وانزلي هاتي مايه للطيور ماتحطش ليهم مايه من امبارح بسبب اللخمه.
ربعت ايدي بتسليه واتكيت على كلامي
- والله ده مش ذنبي بقى يا عمتو.
- مش ناقصاكي ولا ناقصه كلامك الصايص ده زي البندر.
- غريبه مع ان يعني..
قاطعتني بنظره تحذير فنزلت بضيق لأن ماستمحتش لي اكمل تريقه عمه شريرة بجد.
ومالها يعني البندر ده حتى بيقولوا مصر جميله مصر جميله هي صحيح جميله زي ما بتطلع في تليفزيون بس مش احلى من بلدنا ولا من قريتنا ولو لفوا العالم بحاله لا هيلاقوا في جمال مركزنا ولا عزوه اهله ولا بيوتنا العمرانه بالخير والمحبه مش هنكر حشره المناخير اللي بتحصل والسهاري الدايمه لكن هتفضل عندي احسن من مليون منطقه متمدنه المفروض يقولوا اريافنا جميله اريافنا جميله.
- يا به يا ايلول.
طلعت المندره - نعم يا ستي
- ما تجيبي الميه ورشي قدام البيت الجو حر خليها تبقى طراوه.
قعدت جنبها بضحك
- اسمها مايه يا ستي ايه اللي الميه دي هتخلي حفيدك يضحك علينا كده وبعدين انت من هنا ورايح اسمك ستو.
لوت شفايفها بأستنكار
- ويطلع اسمه ايه ده بقى ان شاء الله يا ولاه
- اسمه سيدي هيجي من الغيط وهينط في كرشنا علشان قاعدين في المندره على الملئ كدهايدك معايا بقي يا ستو.
- ماشي يا صايصه هقوم.
ضړبت كف على كف بتعجب
- مالكم بيا النهارده يا جماعه بجد.
سندت علي عكزها وقامت
- مابرتاحش ليك لما بتتكلمي مصراوي يا به هو الشوق هفك
تجاوزت سؤالها لما لمحته
- جدو حبيبي انت جيت!
نزل مع الحماره ولا اجدعها شاب عشريني نازل من عربيته.
- جدو!
نزلت الدرجتين الفصلين بينا ردا علي اخر كلمه
- لقبك الجديد ايه رايك
رفع راسه ناحية ستي
- هو النبي حرصه وصاينه جه وبهت بكلامه المايع عليها
- زمانه لسه على وصول اطلع انت عشان تبدل جلابيتك اللي مالها التراب ديت.
هزيت راسي بتأكيد وأنا متغاضيه التريقه اللي كانت علي شويه
- اتفق جدا أطلع وخدلك شاور كده علي رواقه.
- هي مش كانت تتشطف برضو ولا انا فاتني كتير ولا ايه
اتسمرت في مكاني على اثر مسمعي لصوت صدر فجأه..انا عارفه الصوت ده كويس وعارفه الربكه اللي بتحصل لقلبي بسببه.
- ابن الغالي وصل
اترمى في حضنه - وحشتني يا جدي عامل ايه
- احسن منك يا قليل الاصل.
طلع من حضنه بضحك
- حققك وماحقوقلك يا كبيري.
- لسه غلاباوي وبكاش زي زمان
ابتسم ورمي نظره سريعه علي
- ازيك يا ايلول
ماقدرتش ارد وماعرفش صوتي راح فينفتخطاني واتجه ليها
- البركه بتاعتنا كلها واقفه بذات نفسها تستقبلني
- يا خويا اتلهي هو انا اعرفك اصلا!
باس ايدها - مش في وشي كده يا ستي.
التفتت لي وعلت صوتها
- ما طلع بيقول ستي اهو ظلمتي الواد يا مفتريه يا قويه. بصيلنا بعدم فهم فحاولت ابتسم
- علمي علمك ما عرفش تقصد ايه والله.
رفع حاجبه - متاكده!
بيقولوا الانسان لما بيحلم ويتمنى بيبقى مبسوط وامله مش سايعه وانا الدنيا بحالها ماكانتش سيعاني لما اتمنيت قلبي يعوم في بحر قرب الهاوي لكن الهاوي ماطلعش هاوي هوانا ولا حتى عينيا! طلع هاوي التعليم وطموح وسباح شاطر وبيتصدى لموج الحياه العالي بعلو قدره وتعلمه.
- ناقص المخلل.
- اتفضي ولا لسه بكيسه في التلاجه
جاوبتني وهي بتظبط الاطباق على الطبليه
- اسالي مرات عمك علشان هي اللي اشترته.
- لأ.
رفعت راسها باستغراب
- مالك يا ايلول
- ماليش ومش هروح اسألها.
قربت مني - ماتخافيش هي مش قاعده معاه اي نعم فضلت ټعيط وتحضن فيه وتقوله ما تعملهاش تاني يا ابني لكن دلوقتي بتشوف طيورها عادي.
ضحكت على طريقتها