الأحد 01 ديسمبر 2024

روايه اغلال الروح كامله بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 25 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز

 


تعود إلى طبيعتها ورفعت يدها تعبث بخصلاتها و تجمعها على جانب واحد بعفوية وهو يختطف نظراته تجاهها بطرف عينه لكنه اعتدل ينظر إليها عاقدا حاجبيه بعد أن توقف على جانب الطريق و قال وهو يحدق بجانب عنقها _
أي الډم دا 
لوهلة ظنت أنه يعبث معها لكنها وجدت خيط رفيع من الډماء يهبط إلى قميصها الأبيض و يلطخه بالفعل كيف لم تشعر أو تلاحظ دماء أذنها رفعت عينيها إليه و قد توترت وشعرت بالخجل من إصابته بالاشمئزاز من هيئتها خاصة أنه لازال عاقدا حاجبيه وينظر تجاه جانب نحرها المنساب فوقه الډماء 

فاجئها حين سحب المحارم الورقية ووضعها فوق أذنها يقول بهدوء _
أنا مش قادر أشوف الڼزيف واقف ولا لأ أمسكي كويس لحد مااكلم رائف 
عقدت حاجبيها و سألته بدهشة و قد رفع هاتفه إلى أذنه بلحظات و هو يسحب محارم أخرى و يحاول إزالة الډماء من فوق نحرها _ ليه رائف 
كان حديثه كافي لإجابتها حيث قال موجها حديثه إلى رائف _ بقولك إيه ابعتلي دلوقت رقم صاحبك الدكتور اللي يوسف راحله قبل كدا بسبب ودنه 
طبيب لأجل أذنها وجهت مرآة السائق إلى حالها و اقتربت للغاية تحدق بچرح أذنها غافلة أنها مالت بجزعها العلوي إلى أن أصبحت شبه ملتصقة به بل و استندت إلى مقعده بيدها و رفعت عنقها المثير و هي تقترب من المرآة الأمامية أغلق هاتفه و قرر الثبات بمحله رغم أنه كان بإمكانه العودة بجسده إلى الخلف لكنها كانت قريبة بشكل مهلك جعله يتناسي جميع أفكاره بالابتعاد عنها و ترك رائحتها الجميلة تخترق أنفه و كأنها تنعشه بينما قالت غافلة عن عينيه التي ارتكزت فوق عنقها و سارت إلى شفتيها القريبة والتي تتحرك الآن وتخبره أمر ما و كأنها تزداد بهاء وفتنة كلما اقتربت تدفعه إلى نسيان أحاديثها الجافية و طريقتها السيئة و أسلوب حياتها الخاطئ وكأن الاحتيال على الناس لا يكفيها أصبحت سارقة عقول أيضا _
مش محتاجة دكتور هو بس مجرد چرح صغير لما اتكسر الحلق 
عقدت حاجبيها حين وجدت الصمت هو المقابل منه و أدارت رأسها تنظر إليه و ليتها لم تفعل حيث شهقت بخجل واضح حين وجدت حالها داخل أحضانه و حاولت التراجع لكن من فرط توترها صدمت صدره و اتسعت عينيها حين عقد حاجبيه و رفعت يدها التي تستند إليها بعفوية ملاذها منه داخل مقلتيه الساكنة وكأنها تخبره بصمت أنها لا تجيد الاعتذار و لكنها نادمة وهي هنا تحاول التعبير عن كل هذه الضجة داخلها أم أن هذا ما يتمنى أن تخبره به مشاعره تراقصت داخل عينيه و بين خيبة و أمل تمكنت تلك الفاتنة من إشعال فتيل غضبه منها وعليها 
سرت رعشة خفيفة بجسدها حين تمكنت من رؤية لهيب غضبه يشتعل بلحظة واحدة داخل عينيه أو هكذا ظنت من فرط توترها كل ما أدركته الآن أن هذا القرب مهلك و رغم الدفئ الغريب الذي يجعلها ساكنة هكذا لكنها ترتعب أن يخرج الأمر عن سيطرتها و خاصة أن رغبتها الآن بالبقاء معه ما هي إلا لحظة إندفاع حركتها كأنها دمية وقد استلمت لها 
ارتفع رنين هاتفها و بدأت تستعيد توازن خاصة حين أنار اسم شقيقتها بمكالمة صوت و صورة استندت إلى صدره ودفعت جسدها إلى الخلف ثم اعتدلت بجلستها سريعا و أعادت ضبط خصلاتها تخفي بها الډماء فوق ملابسها خوفا من فزع شقيقتها لأجلها و ضغطت على زر الإجابة تقول بلطف _
نيرة حبيبتي 
جاء صوت شقيقتها الخائڤ وهي تتلفت حولها و تقول بخفوت _ سديم في واحد اسمه سليم بيقول أنه عارف كريم و سألني عليه و عليك و طلب مني امشي معاه و كلمت سامح قالي أركب معاه و أنا خاېفة أوي 
اشتعلت عينيها حين وجدت أن سامح اللعېن وافق على دخول شقيقتها هذه اللعبة لكن قالت بلطف محاولة تهدئة شقيقتها ويدها ترتعش من فرط رعبها وقد لاحظها هذا الهادئ بجانبها الذي يحدق بردود أفعالها وكأنه يدرسها وهي في غفلة عنه _
طيب أنت فين ياحبيبتي 
نظرت حولها وقالت بړعب واضح _
أنا معاه في عربيته وهو دخل عند كريم المستشفى بس أنا مړعوپة ياسديم 
هزت رأسها بالسلب ورسمت بسمة صغيرة فوق شفتيها تقول بهدوء _ لأ لأ ياروحي متقلقيش سليم صاحب كريم و أنا هجيلكم على المكان اللي تروحيه مټخافيش شوية وتلاقيني قدامك 
ابتسمت لها شقيقتها و هزت رأسها بالإيجاب و قالت برقة بالغة _ أنا خۏفت يا سديم خالص افتكرت حد تبع سامح 
أنهت الحديث مع شقيقتها وارسلت إلى كريم رسالة نصية ثم رفعت هاتفها إلى أذنها و انتظرت لحظات قبل أن تقول بهدوء _
قولت لنيرة تركب مع سليم ومتروحش مع السواق ليه 
استمتعت إلى رده و قالت بنبرة ساخرة و ثبات _
والله وأنت بقا حددت إن سليم مش هيضرها طيب المرة الجاية ابقا فكر حلو قبل ما تتصرف شكلك مش واخد بالك إن سليم لو عرف بالطريقة دي أول واحد هيتضر فيه هو أنت أصل أنا مش هلبس ليلة مش بتاعتي ولو اتكررت الحركة دي تاني مش هتشوف وشي فعلا 
أغلقت هاتفها ثم أغمضت عينيها لحظات وكأنها تحاول إعادة تنظيم أفكارها بعيدا عن كل تلك الضغوط تنهدت و أردفت بامتعاض من تطور الأمور من حولها بشكل مريب وخارج عن إرادتها _
كدا سليم لازم يعرف ولازم نتحرك دلوقت نروحلهم 
رفع حاجبه و كاد يتحدث لكنها اعتدلت بجلستها ورفعت سبابتها تقول بحدة بالغة و نظرات مشټعلة _
أنا معنديش أي استعداد إني اغامر بأختي عشان تخبي على سليم أنا مش هدخلها في القرف دا مهما حصل 
تنهد وقال محاولا تهدئتها حين وجد يدها تتجه إلى مقبض الباب و كأنها على استعداد الهرب منه دون أن تستمع إليه _
مكنتش هعترض أنا اقدر أضمن سليم و هعرف اتفاهم معاه و متقلقيش هو لا يمكن يضر نيرة قوليلي فين مكان كريم دا 
عقدت حاجبيها وسألته _ هتيجي معايا وتقوله إنك عارف 
سألها بتلقائية _ أومال هسيبك تتورطي معاه لوحدك وأنا أصلا اللي جايبك هتروحي تقوليله إيه أنا دخلت عيلتك اخدعكم من دماغي ده مش ذنبك عشان تتحمليه 
حدقت به بذهول و أجابت _
عايز تروح تقول لابن عمك إنك أجرتني عشان اخدعهم وبعدين دا شغلي مش ذنب و أنا متعودة على كدا أنت بتدفع لسامح مقابل اللي بيحصل دا كله 
رفع حاجبه و أجابها باستتنكار _
مش دي الحقيقة أنا فعلا اللي جايبك و أنت هتعملي كدا دلوقت عشان أختك مش عشان سامح و شغل زي مابتقولي و أكيد مش هسيبكم في ورطة و هي مړعوپة كدا و أقف اتفرج عليكم و أقول أنا بدفع لخالها 
أنهى كلماته و تحرك بسيارته و هي لازالت تحدق به بأعين متسعة و عقلها يحاول استيعاب ما قاله الآن وكأنها لأول مرة تتعرض لهذا الدعم و رغم صډمتها من فعلته إلا أنها تمتن له بشكل غير معهود لأول مرة يدعمها أحدهم منذ ۏفاة والدها صرامته الآن بالحديث و إدراكه أنها تفعل هذا لأجل شقيقتها ذكرتها بأبيها الحبيب حين كان يبتسم لها و يخبرها أنه سوف يدعمها لأنها تتحمل مسؤلية شقيقتها الصغيرة رغم صغر سنها 
اعتدلت بجلستها و نظرت خارج النافذة بأعين دامعة حين هاجمتها ذكريات أبيها الغالي و أفاقها من شرودها حين رفع يده بالمحارم الورقية و تلك البسمة اللطيفة قد زينت وجهه يقول _
امسحي ودنك و خلي ايدك عليها لحد ما نوصل المول القريب 
عقدت حاجبيها و لكنها آثرت الصمت و نفذت ما قاله و عقلها لازال داخل حلقة ذكرياتها التي لم تغادر عقلها منذ تعرفت على هذا الرجل وعائلته 
أوقف السيارة و هبط منها يقول باعتذار _
دقايق وجاي  
رفعت هاتفها إلى أذنها وحاولت التواصل مع كريم هاتفيا لكنه رفض المكالمة ظهر التوتر على ملامحها و أعادت الإتصال ب سامح الذي رد متسائلا بفضول _ عملتي إيه مع سليم نيرة بخير 
رفعت حاجبها و أجابت ساخرة _ إيه الحنية دي على العموم آسر قال إنه هيتصرف مع سليم خد بالك عشان متبوظش الدنيا 
كانت تخشى أن يفسد ترتيباتها أو يشعر بالريبة من كتمانها لأنه لازال يظن أنها سوف تزف إليه خبر استيلائها على أملاك عاصم قريبا و ماهي إلا خطة تحاول حبكها جيدا ليس إلا 
أغلقت الهاتف بعدما تحدث قليلا معها و أخبرها عن معلوماته الجديدة عن عاصمونظرت إلى التوقيت يقترب منها و في يده حقائب مشتريات و دار حول السيارة يضعهم بالخلف عدا واحدة أبقاها في يده ثم دلف يجلس بجانبها ويضع الحقيبة فوق ساقها وهو يقول بهدوء _
ألبسي دا عشان أختك متقلقش لما تشوفك 
لم ينتظر ردها بل مال بجزعه العلوي و أخرج صندوق الإسعافات الأولية يعبث بها وهو يقول _
أنا مش عارف إزاي نسيت إني معايا هنا العلبة 
أخرج المعقم و القطن ثم رفع ذقنها بطرف أنامله و بدأ يضعه فوق جرحها وهو يقول باهتمام _ بصي هتحسي پألم خفيف أوي بس هتبقي تمام متقلقيش 
سرت قشعريرة خفيفة بجسدها حين وضع القطن المعقم فوق جرحها و رفعت يدها بعفوية تقبض بقوة على يده و واصل مايفعله إلى أن وضع الضمادة الصغيرة و ارتسمت بسمة صغيرة فوق شفتيه حين وجدها لازالت تغمض عينيها بتوتر و ترفع كتفيها و هي تضم الحقيبة إلى جسدها بقوة تأملها لحظات ثم أردف بعبث و يرتب الأدوات داخل الصندوق بيده الحرة و يعيده إلى مكانه _
محتاج أسوق بالإيد دي 
أدركت حديثه وتركت يده على الفور ثم رفعت أناملها تتحسس الضمادة بحرج و تقول بتوتر _ مأخدتش بالي على فكرة 
ابتسم و اعتدل بجلسته يقول بهدوء _ براحتك على فكرة 
بدأت تعبث بالحقيبة التي جلبها ثم أفرغت محتوياتها وهي تقول بدهشة _ إيه دا عرفت مقاسي منين 
لم يتحدث بل اكتفى ببسمة صغيرة و واصل القيادة متجنبا النظر تجاهها أثناء تبديل ملابسها ولاحظت هي ذلك حيث كانت تنظر إليه و هي تسرع بارتداء القميص الذي جلبه إليها و دهشتها تزداد من تصرفاته تجاهها اليوم رغم حديثها الجاف لم يتركها بل هو معها 
اتسعت عينيها من أحكامه المسبقة عليها
 

 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 75 صفحات