روايه اغلال الروح كامله بقلم شيماء الجندي
معايا السفرية دي
إلتفت كلا منهما على صوتها تقول بدهشة واستنكار لعدم معرفتها المسبقة بالأمر _
سفرية إيه مين قال إني هروح معاك في مكان
صمت آسر ينظر إليها بهدوء مريب بينما تحدث سليم حين شعر بالحرج من ردها الجاف للغاية مع ابن عمه _
سديم السفريات دي بتكون مفاجأة وجوا البلد متقلقيش يعني
وتقلق ليه أصلا هو أنا هاكل حته منها عندك أي كلام قوليه لعمي عاصم هو اللي عايزك تيجي مش أنا أنا عن نفسي مش بحب أسافر مع حد
تركهما وغادر و عقدت حاجبيها تسأل بدهشة عن سبب انزعاجه إلى تلك الدرجة _
ماله دا هو أنا جيت جنبه
تنهد سليم و قال بحزن _ آسر فعلا مش بيحب يسافر مع حد من العيلة في العربية و إنه وافق تروحي معاه دي معجزة هو أكيد متوتر بس كدا
زفرت أنفاسها بهدوء ثم أردفت وهي تغادر الغرفة _
خلاص أنا هتصرف .
تركها تغادر مكتبه ثم رفع هاتفه يحادث يوسف قائلا _
صمت لحظات ينصت إليه ثم قال رافعا حاجبه _
يعني هو قالك بيروح كتير المدرسة دي لأ خلاص أنا هشوف بنفسي
أغلق الهاتف و اتجه إلى مكتبة يغلق حاسوبه ويجمع متعلقاته ثم رحل
بينما وقفت سديم خارج غرفة مكتبه الخاص و تنفست بهدوء وهي تهمس لحالها بتوتر طفيف _
طرقت الباب و ارتفع صوته يسمح لها بالدخول و قد فعلت ثم وقفت محلها تنظر إليه حيث كان يقف عند النافذة و يوليها ظهره العريض تحركت تجاهه و رمشت بتوتر حين استدار يراقب تقدمها منه صامتا لكنه لاحظ تحديقها به وكأنها تستكشفه من جديد حين سارت عينيها فوق جسده لقد اعتادت رؤية كتفه المصاپ و كأنه اكتسب وسامة فوق وسامته و طغت هيبته حين سقطت أشعة الشمس من خلال الزجاج وتراقصت فوق بشرته و ماظهر من صدره العريض أم أصابها الجنون من فرط جلوسها مع شقيقه يوسف و أصبحت تهتم بأشياء غريبة لكنه حقا قد نجح بلفت انتباهها هذه المرة صعدت بعينيها إلى وجهه المبتسم لها بهدوء و أردفت بخجل من تحديقها الجرئ به و خاصة حين شعرت أنه أدرك سبب شردوها لذلك يبتسم لها _
استدارت و كادت تفر من أمامه مندهشة لكنه أسرع يجذبها من خصرها إليه و قد أصبحت بحالة يرثى لها حيث بدأ صدرها يعلو ويهبط كعادتها معه و كأن وجهها أصبح مثل كرة الڼار المتوجهة من فرط توترها خاصة أنها كانت تتعمد الهروب منه بفترتها الأخيرة حتى بعد أن أدركت أنه سرق عقد سليم بتلك الليلة لكنها حين حسمت أمرها شعرت أنها بدأت تحيد عن طريقها معه و أنه بدأ يعلم عنها أمور كثيرة وهذا أرعبها على شقيقتها لأنه من الممكن أن يتهور و يدمر ترتيبات تخليصها هي وعائلتها الصغيرة من براثن خالها وليتها لم تقترب منه اليوم أيضا بدأت أنفاسه الساخنة تلفح بشرتها و اتسعت عينيها حين وضع أنامله أسفل ذقنها و ترك يديها تستقر فوق صدره و تحاول بيأس إبعاده عنها ليزفر أنفاسه عاقدا حاجبيه يقول بعبث _
ضيقت عينها و صاحت به غاضبة حين اكتشفت أنه كان يتلاعب بها و تصرف بتلك الكريقة داخل مكتب ابن عمه عن عمد _
أنت كنت قاصد اللي عملته دا عشان اجيلك لحد عندك
رفع حاجبه مرددا بدهشة و ظهرت بسمة ملتوية فوق شفتيه _
طيب ما أنا لما بحتاجك بجيلك و لما حسيتك متضايقة الفترة اللي فاتت مكنتش بقرب منك فين المشكلة
صمتت تحدق بعينيه فقط و عقلها يهمس لها أن تخبره تفاصيل تجنبها له و تصرخ به الآن أنه أصل الکاړثة والمشكلة و أن ابتعادها عنه لا تفسير له لديها سوى أنها تخشى تلك الهالة المحيطة به بل و تتوتر بتواجده برغم هذا الدفئ الغريب داخل أحضانه بل وتقاوم لذة هذا الشعور كيف تخبره أنها اعتادت عدم الاعتياد خاصة الأشخاص و هو يكاد يخرق القاعدة بل يدمرها حيث كانت صورته تتراقص داخل مخيلتها و أحلامها أيظنها تكره هذا القرب لذلك تبتعد عنه خرج الحديث من شفتيها بعدما طال صمتها وتحديقها به و قالت بجمود _
المشكلة إني مش بحب أكون معاك و بتضايق من تصرفاتك دي
عقد حاجبيه و سألها بترقب و كأنه يحاول التأكد من إھانتها المبطنة و إتهامه بتواجده معها دون رغبتها _
بس أنا مشوفتش دا مع سليم من شوية
ركدت نظراتها و اختفت لمعة عينيها حين أجابت بنبرة حادة قليلا _
سليم مش بيجبرني أكون معاه وبيحترم حدودي
حل يده عن خصرها و تركها بهدوء يعود خطوة إلى الخلف و يقول بجفاء احتل نبرته بلحظات _
تمام اتفضلي
أشار بيده إلى الباب و تجنب النظر إليها بل خفض يده و سار بخطوات ثابتة تجاه مكتبه وقد خرجت بخطوات سريعة من فرط حرجها و رغم صډمتها من طريقته الغريية و أسلوبه هذه المرة لكنها تمنت أن يخرج ما بجعبته و يخبرها عن سر صمته و صبره الغريب عليها منذ ما يقرب الشهر و النصف شهر و هو صامت يتركها تتعامل مع عائلته كأنها بالفعل أحد أفرادها لقد ظنت أنه سوف ېصرخ بوجهها أن سليم يفعل هذا لأنه يجهل حقيقتها وأنها مجرد محتالة مثلما يقول دائما عنها لكنه فاجئها و تركها وشأنها مثلما أرادت
دلفت إلى غرفة مكتبها و جلست فوق الأريكة التي تواجه زجاج غرفته و لازالت داخل حلقة شرودها من فعلته و دهشتها من اهتمامها الغريب برد فعله منذ متى و سديم تبالي هكذا أيقظها صوت الهاتف الذي ارتفع فجأة و عادت إلى طبيعتها حين نظرت إلى الرقم الذي شوه شاشة هاتفها و كأنه وصمه بالعاړ ثم تنهدت بهدوء تجيب ببرود _
خير ياسامح مش قولتلك متتصلش في أي وقت
صمت تستمع إلى صوته الغاضب يقول بحدة واضحة _
أنت سحبتي النهاردة الصبح تاني يااسديم
عقدت حاجبيها وقالت بسخرية _
قصدك على فلوسي آه سحبتها هو فيه مشكلة ولا إيه مش دا تعبي برضه و بقالك سنين بتقولي إحنا واحد
أجابها پغضب _
ولما إحنا واحد بقالك شهرين بتسحبي كل المبالغ الضخمة دي ليه ياسديم دي ثروة
استقامت واقفة تنظر إلى چرح أذنها الصغير بالمرآة والذي لطخته الډماء قليلا ثم سحبت محارمها الورقية من العلبة أمامها و مسحت تلك القطرات تلقي مابيدها داخل سلة المهملات و هي تردف بهدوء متعمدة إثارة غضبه _ مش شايفة أي مشكلة إني أخد حقي و تعبي يعني و بعدين مش قولتلك إني هاخد فلوسي الفترة الجاية ولا أنت نسيت الثروة تروح وتيجي ياسامح لكن أنا لو روحت مش هاجي
كانت نبرتها التحذيرية صريحة للغاية معه و أغلقت الهاتف ولم تنتظر رد فعله حيث لفت انتباهها حركته داخل الغرفة من خلال الزجاج و كأنه يجمع متعلقاته ويرحل
لا تعلم لماذا غادرت غرفتها مسرعة تتجه إليه و بالفعل وجدته عند المصعد و كاد يضغط عليه لكنها أمسكت يده و توقفت محلها تحدق به بتوتر و هو ينظر إليها عاقدا حاجبيه بدهشة ثم نظر إلي يدها التي تقبض على أنامله و انتظر حديثها لكنها تركت يده فجأة وقالت بتوتر _
أنت هتمشي
لم يتحدث بل رفع يده يضغط فوق زر استدعاء المصعد و هو ينظر أمامه متجاهلا تواجدها و قد احرجها بفعلته لكن كلماتها لازالت تصول وتجول بعقله و رؤيتها الآن تجعله أكثر ڠضبا و شراسة معها و هو يتجنب أفعاله البربرية معها بالنهاية هي فتاة
وقفت محلها بتوتر خاصة حين أعلن المصعد عن وصوله و فتح الباب بانتظار دخوله وبالفعل دلف إلى الداخل و دون تفكير أسرعت هي خلفه و ابتسمت حين وجدت أن متعلقاتها معها حيث أن حقيبتها العصرية الصغيرة للغاية علقتها بشكل جانبي من جهة كتفها الأيسر إلى خصرها من الجهة اليمنى و هاتفها بين أناملها لكن إلى أين تذهب معه و لماذا تقف من الأساس هنا بجانبه بل لماذا قفزت داخل المصعد معه من الأساس لا تعلم فقط كل ما تعلمه أنها أفسدت أمر ما معه و يجب عليها إصلاحه
خرج من المصعد و لازال يتجاهل تواجدها كأنه بمفرده و توجه إلى المرأب حيث تتواجد سيارته ثم دلف إليها و هي تتبعه بصمت تام
جلست بجانبه تنتظر إقلاعه لكنه عقد حاجبيه وخرج عن صمته يسألها بدهشة _
أنت رايحة فين
ابتسمت وقالت بانتصار حين أخرجته عن صمته _
خليتك تتكلم الأول أهو معرفش هروح معاك أنا زهقانه و مش بحب أصلا اقعد في أماكن مقفولة معرفش أنت طايق المكان هنا إزاي
رفع حاجبه و أردف بخشونة حين ظن أنها سوف تغادر لأجل مغادرة ابن عمه _ زهقانة ده عشان سليم مش موجود مش كدا انزلي ياسديم
عقدت حاجبيها وقالت بدهشة صادقة _ هو سليم مش فوق أنا معرفش أنه مشي وبعدين أنا لو عايزة ابقا مع سليم هجيلك ليه
حدق بها بصمت ثم أغمض عينيه و قال محاولا السيطرة على مارد غضبه الذي يكاد بنفجر بها من شدة تناقضها و غرابة تصرافاتها معه _
سديم لآخر مرة هقولك انزلي أنا عايز ابقى لوحدي
اتسعت عينيها حين خرجت كلماتها العفوية و قالت _
وأنا عايزة ابقااا معاك
رفع حاجبه و سألها مباشرة _ نعم عايزة تبقي معايااا
بللت شفتيها و عاد إليها توترها حين شعرت أنها اندفعت بحديثها معه و اعتدلت تنظر أمامها و قد تركت خصلاتها تنسدل و تغطي وجهها و رفعت هاتفها تعبث به غافلة عن تلك البسمة الصغيرة التي زينت ثغره يراقبها بها للحظات قبل أن يعتدل ويبدأ بقيادة سيارته و بعد مرور دقائق بدأت