روايه حكايه ليلة كامله بقلم ملك منصور
لقيتنا واقفين في مكان غريب قلبت عيني يمين وشمال ففهمت إن ده مش البيت أحنا فين
لسه بلتفتله عشان اسأله لقيته بيبصلي بابتسامه غريبة.
وسرعان ما عنينا اتلاقت وابتسامته اختفت واتبدلت بنظرة خضة قرب مني بسرعة وقال
_ إيه ده مال عينك حمرا كده ليه ووشك محمر كده ليه إنت بټعيطي
أدركت إن ذهولي نساني الدراما اللي كنت قاعدة فيها وعيني اللي احمرت من الدموع مسحت عيني بسرعة وابتسمت ابتسامه صغيرة مکسورة.
وقبل ما اخلص جملتي لقيته بيضم راسي لصدره بقلق وهو بيربت على راسي.
_ متضحكيش عليا يا ليله أنا مش لسه عارفك إمبارح مين زعلك كريم
أول ما دماغي لمست كتفه وأنا اڼهارت في البكاء مقدرتش احافظ على ثباتي لحد دلوقتي قولت مادام كده كده مش هقوله إني بحبه على الأقل اشكيله منه من غير ما يفهم.
_ أنا.. أنا..آسفه..كنت مضغوطة شوية الأيام اللي فاتت ولما بضغط بعيط أنا آسفه مكمتش أقصد..
_ ششش ممكن تهدي إنت بتعتذري على إيه مش فاهمك هعتبر ده أثر العياط انزلي.
نزلنا من العربية ودخلنا مكان زي نادي كنا واقفين قدامه بالعربية بقالنا شوية قعدنا وطلبنا عصير ابتسامته مختفتش من على وشه طول القعدة وأنا كانت ملامح الغباء على وشي مش فاهمه أحنا فين وبنعمل إيه وليه
_ مكنتش أعرف إن شكلك بيبقى مضحك كده لما بټعيطي أنا مسكت نفسي قدامك بالعافيه عشان متعيطيش أكتر.
بصيتله بنظرة غاضبة ومفيش دقيقة وكنت اڼفجرت في الضحك أنا كمان الحقيقة إنه معاه حق مش معلومة جديدة عليا بس مبحبش قد يقولهالي غير لو حد قريب.
_ كنت بټعيطي ليه
ارتبكت بطريقة تظهر مدى غبائي مقدرتش أخفي ارتباكي فقلبت في المنديل على الترابيزة وأنا برد بتقطع.
_ ها مفيش لأ قولتلك كنت مضغوطة اليومين اللي فاتوا الشغل والبيت وحاجات كده مش مهم نتطرق لها.
الابتسامة مخليتش من وشه بس المرة دي كانت ابتسامه ماكرة بطرف عينيه وهو بيشرب آخر رشفة من كوبايته دب في قلبي خوف أنه يكون فهم أنا بمر بإيه أكيد مفهمش حاجه هو مش غبي بس باين عليه مفهمش أيوة أيوة يا ليله مفهمش اهدي بس كده والدنيا هتبقى جميلة.
اتلفتله بسرعة وأنا حواجبي بتعلن عن ذهولي.
_ أفندم.
سكت شوية وفضل مبتسم وهو بيبص لعيني بتركيز هز كياني ابتسامته اتنقلتلي تلقائي وبقيت ببتسم ببلاهه قصاده عينينا فضلت متصلة لفترة لا بأس بها لحد ما ابتسامه ماكرة ابتدت تظهر على ثغرة مع ضيق عينيه وهو بيقول فجأة.
_ يلا نمشي.
لقيته بيقوم فجأة وبيلم حاجته فتلقائي قومت وراه من غير كلمة حسيت بغباء غبية!
أيوة غبية دي مش تواصل بصري دي بلاهه بيبصلي كده ليه وايه الابتسامة السخيفة دي
بيستهزأ بيا صح
ما أكيد مش عيطتي في حضنه زي الهبلة وقضتيها نواح اشربي بقى مستنية إيه غير إنه هيتسلى عليكي آه عليك بتستغل ضعفي عشان تعمل منه محتوى مضحك ليك آه يااا...
_ ليله يلا هنتأخر.
قطع شرودي صوته مشيت وراه بسرعة وخدت مكاني طلعنا البيت بهدوء وسط ابتسامته ودندنته اللي مختفتش طول الطريق بس المرة دي ابتسامه لطيفة جميلة بعدت عيني عنه طول الوقت وطول ما أحنا في الاسانسير بس ابتسامته مفشلتش في إنها تنتقلي.
فتح باب الشقة بهدوء ودخلت اقصد اټصدمت!
إيه ده!
بوكيه ورد أحمر بيتوسط الترابيزة وشمع سايح مع كوبايتين العصير نف فيهم!
نقلت بصري ليه كان قفل الباب وبيبصلي بذات الإبتسامة وهو حاطت ايديه ورا ضهره بلطف سرعان ما اتحولت ملامحي لڠضب ڠضب حسيته اڼفجر في عقلي وأنا بھجم عليه وبمسكه من ياقة قميصه پعنف.
_ إنت جبت بنات اليومين اللي كنت فيهم عند أبويا!
قلعت جزمتي بعصبيه وأنا بعدل بنطلوني الواسع وبهتف پغضب.
_ إنت پتخوني وأنا لسه على زمتك!
بصيتله كانت ملامح الغباء اترسمت على وشه وابتسامه ماكرة قټلتها في موقعها من قبل ما تتولد وأنا بھجم على ياقته تاني.
_ بتجيب بنات يا يونس.
لقيته بينفجر في الضحك وهو بيزيح ايدي بهدوء من على ياقته وبيقعد على كرسي الأنتريه بصعوبة من قهقهاته هتف من بين ضحكاته.
_ إنت عارفه كان عندي شك قد كده عقلة الإصبع بس الحمدلله قتلتيه قبل ما يتولد.
كانت كلماته بتزود الڠضب في عيني وبتزيد من تصاعد أنفاسي مع إحمرار لمناخيري بطريقة كانت نهايتها البكاء بس لأ مش هعمل كده تاني حاولت أهدي نفسي مجرد الفكرة بتسبب لهب مكنتش أعرف إنه موجود جوايا في الوقت اللي هو قام فيه واتملكته الجرأه لدرجة إنه هياخدني في حضنه!
نعم
بعدت عنه أول ما قرب مني وفهمت محاولاته الفاشلة في إنه يبرر موقفه.
_ ابعد عني متحاولش تلمسني بإيديك وبعدين أنت جايب الجرأة دي منين قايم تحضني
أنت واعي إنت بتعمل إيه
فوق يا بيه روح احضن الحلوين اللي بتجبهم هنا.
وقف في مكانه وهو بيسند بإيده على ركبته منفجر في الضحك بطريقة اثارت غيظ فوق غيظتي قربت منه پعنف ولسه كنت على وشك الكلام لقيته اتعدل في وقفته وقال من بين ضحكاته
_ هسألك سؤال بس إنت عيانه
قال جملته وهو بيكمل قهقهاته وبيحط إيده على دماغي ليستشعر حرارتي زقيت إيده پعنف فخبط إيده على رجله من شدة ضحكة
وقفت في ذهول مستنية حالتة تنتهي وبعد دقائق قليلة كان هدي وقف وعدل قميصه واقترب مني بهدوء.
_ هو أنا لو عايز أخونك هجبلها ورد وأحطه في نص الصالة وأحط شمعتين هبل
يعني مجاش في بالك مثلا إني كان ممكن أشيل كل ده قبل ما أجيبك.
بعدت عنه وأنا بخبط على ايدي بتأكيد.
_ يعني بتعترف كمان كمان بتقول أنا بعمل كذا وكذا ااه عشان كده جبتنا البيت متأخر تكون الهانم مشيت بتستغفلني.
دخل في نوبة ضحك صغيرة المرة دي وأردف بسرعة.
_ إنت للدرجة دي شايفاني بالغباء ده
وأكمل بقهقه.
ده أنا حتى مهندس.
إلتفتله پغضب مع آخر جملة وأنا بلتقط أقرب مخدة انتريه وبحدفها عليه پعنف.
_ بجد
هو ده وقت تستعرض فيه مواهبك كمهندس إن...
قطع كلامي وهو بيضمني ليه بسرعة.
_ يعني ميمشيش معاكي إن الورد ده ليكي والشمعتين دول اللي لقتهم عندك في الدولاب.
اټصدمت من ردة فعله أكتر ما اتضدمت من كلامه حاولت ابعد عنه بس معرفتش بصلي بإبتسامته نفسها ابتسامته اللي وقفت حركتي وأنا برد عليه بدون وعي.
_ إيه.
_ ليله
_ نعم
_ كنت فاكرك ذكية أو على الأقل مش غبية.
رديت بهمس
_ أومال أنا طلعت إيه.
_ دون المستوى.
_ ممكن تسبني.
_ لأ.
رد عليا بإبتسامته اللي أظهرت سنانة المتلألأة محاولتش أبعد عنه اتصال عنينا كان صعب إني أكسره.
كمل بصوت واضح عكس صوتي اللي كان يعتبر اختفى.
_ أنا بحبك.
اتسعت عيني في ذهول مقدرتش أداري ولو جزء صغير منه فحواجبي كانت كافية إنها تعبر عن مدى دهشتي.
لقيته بيسبني بهدوء وبيقول وهو على مسافة شبر.
_ ليله أنا مخترتكيش طريق ليا ولا كنتي من ضمن اختياراتي كنت شايف إنك عقبة اتحطت في طريقي ولازم ازيلها في أقرب وقت بس الحقيقة إنك كنت أحلى عقبة اتحطت قدامي وجودك بقى بيمثلي كل شيء إنت طلعتي مني شخص عمري ما تخيلت إنه جوايا عرفتيني نفسي اللي كنت نسيتها والأهم إنك وريتني الحياة بشكل تاني شكل عمري ما كنت أتخيل إنه موجود شكل رسمتيه بخفتك وبقيتي إنت مركزه من غيرك هيبقى باهت ملوش روح ولا حياة ولا حتى هيبقى أبيض وأسود هيبقى رمادي منعدم المعنى ما بين الشيء واللاشيء إنت قدرتي تحفري لنفسك بيت جوا قلبي مستحيل أهدمه لأني مهما روحت هيفضل جزء مني إنت مبقيتيش ضمن أولوياتي إنت بقيتي كل أولوياتي.
دموعي نزلت من عيني كالسيل كنت جوا صدمة ممريتش بشبيه ليها قبل كده وقت ما قولت ده شريط النهاية طلع تتر البداية لقصة متخيلتش إني هعيشها
قطع حبل أفكاري اللي مكملش دقيقة وهو بيطلع علبة صغيرة من جيبة وبالطريقة التقليدية المقربة لقلبي انحنى على ركبه.
_ مختارتش ابقى معاكي بس هختار أكمل معاكي.
ليله تقبلي تبقي مراتي بجد
تقبلي تكوني شريكتي في الحياة
الصدمة كانت متملكة من خلايا محسيتش بنفسي غير وأنا بهز راسي من وسط دموعي وبجري عليه وبحضنه كان عوض فوق توقعاتي قلبي اللي فضلت احافظ عليه طول عمري مكانش نصيبه الچرح زي ما قولت مكانتش الكسرة هي زينته بل العكس كان الأمان هو نصيبه والعوض ولا أجملة كان عوضه إنه لقى الحب مع الشخص اللي يستحقه في وقت كان فقد فيه الأمل.
_ إيه يا أستاذ طلال جايبني على ملا وشي خير.
_ جايبك عشان تشوف الخيبة اللي إحنا فيها.
_ خيبة إيه بس.
_ تعالى يا حبيبي شوف عيالنا لبسونا العمة إزاي.
_ عمة إيه وخيبة إيه الله ما تتكلم يا طلال على طول وقول في إيه.
_ قولي إنت بس الأول إيه أخبار ليله بنتك كنت بتقولي زعلانة عندك.
_ إنت عارف الخناقات اللي بتبقى بين اللي لسه متجوزين جديد أهو يونس جه خدها إمبارح وروحوا.
قهقه بسخرية
_ وإنت صدقت.
_ الله ومش هصدق ليه اتنين واتصالحو في إيه يا طلال.
_ كنا فاكرين نفسنا ناصحين وبتاع وبنضحك عليهم لما نحطهم قدام الأمر الواقع طلع البهوات بيلعبوا بينا وأحنا مش دريانين.
_ يعني إيه
_ الحلوين متفقين إنهم هيمثلوا قدامنا إنهم متجوزين ومبسوطين وحالهم فل الفل وبعد ست شهور هيتطلقوا.
پغضب
_ إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده طلاق إيه وست شهور إيه وإنت عرفت الكلام ده منين.
_ لما كانوا عندي آخر مرة قفشت ندى واقفة بتتنصت قدام باب اوضة اخوها خدتها وخليتها تحكي كل حاجة البيه كان حاكيلها كل حاجة حتى اتلاقي كريم عارف وليله قالتله محدش متغفل في الليلة دي غيرنا يعم بليغ.
_ إزاي الكلام ده معقول أنا مش قادر استوعب ليلة يتسحيل تستغفلني كده.
أطلق صوتا ساخرا
_ ولا يتسحيل ولا حاجة يخويا مش أحنا اللي