روايه صرخه علي الطريق كامله بقلم ډفنا عمر
وفقرها ده مايفرقش معايا خالص المهم أخلاقها وانا ماشوفتش بنت زيها.
ليه يعني فيها ايه مميز والبنات الأخلاق كتير بس انت اللي مش شايف وغمي عيونك.
أدرك مقصدها فقال لو قصدك بنت خالتي فأنا معاكي انها ماتتعيبش ابدا بس قلبي مش مايل ليها بحسها اختي انما اريج شيء تاني..ثم لثم كفها برجاء عشان خاطري بقى ياماما وافقي نخطبها لما يرجع اخويا جسار من شهر العسل.
بصوت والده سمعها وهو يدلف إليهما لتوه فقال لأبيه بتهذيب حاضر يا بابا .بس أرجوك حاول تقنع ماما بأريج لو جنتم عايزين سعادتي بلاش تحرموني من رغبتي دي.
أومأ له توفيق وعيناه مصوبة بجمود نحو زوجته طب روح لجدك عشان كان عايزك وربنا يسهل.
......
هو انتي لو معملتيش مشكلة ماترتاحيش يا إلهام
أقر بحدة ومين غيرك تقدري تقوليلي عيب البنت اللي ابنك عايزها ايه
صاحت ملوخة بحنق والله كفاية فقر عيلتها.. اشمعنى جسار ياخد واحدة من عيلة كبيرة وابني ياخد بنت ناس فقرة ومعدومين.
رفع حاجبيه ساخرا قولي كده بقى! يعني كل مشكلتك ان جسار مايبقاش افضل من ابنك صح ياخسارة يا إلهام لسه زي ما انتي نظرتك للناس طبقية ومتعالية ومغرورة.
ما تتهمني اني طبقية يا توفيق وبعدين الناس فعلا طبقات مختلفة ماتنكرش دي حقيقة مش محتاجة جدال.
فعلا الناس طبقات بس المقياس الوحيد مش محصور بس في الغنى والفقرولا في حسابات البنوك الأخلاق والسمعة الطيبة أقيم أنواع الثراء البنت محترمة واهلها محترمين وانا سألت عليهم كويس اخوها محامي له مستقبل كبير.. وبعدين احنا اللي هنرفعها لمستوانا لما تنتمي لينا مش العكس ليه ترفضي وتزعلي ابنك الوحيد وتكسري قلبه
يبقي وافقي تخطبي له اللي قلبه عايزها بلاش تكسري خاطره وهيله يعيش الخياة اللي اختارها رائف مش صغير ودي أقل حقوقه علينا.
رمقته بعين مغرورقة بدأت عبراتها تهطل ببطء لتقول باستسلام خلاص ياتوفيق اللي تشوفوه اعملوا وقت ما تقرروا تروحوا تخطبوها هكون جاهزة.
رفعت وجهها إليه ليتبين حمرة عيناها من البكاء لأنك بقيت قاسې عليا أوي ياتوفيق ومابقيتش تحبني حتي والدك مش بيحبني ولا عايز يسامحني ويرضي عني..ليه كلكم بتعاملوني كده هو انا اجرمت اما حبيت ابني بطريقتي وخۏفت عليه وعلى حقه ومع كده سكتت وسلمت لأمركم ليه لسه انت بعيد عني ووالدك بيكرهني أعمل ايه أكتر من كده عشان اأسن انكم بتحبوني ومش پتكرهوني.
غيرة مش حقيقي.
لا حقيقي كل اللي في دماغك ان رائف يناسب عيلة اعلي من اللي ناسبها جسار. وتاه عن حساباتك سعادة ابنك هتكون فين.!
ثم صمت ليرفع وجهها إليه ويزيل دموعها برفق قائلا اسمعي يا إلهام وافهميني كويس كل واحد في الدنيا بياخد نصيبه كامل ماتنسيش ان جسار اتحرم من أهله الحقيقين يعني منتهي العدل إن ربنا يرزقه بنسايب زي دول.. أما رائف طول عمره مش محروم من حاجة سواا حنان ئو عيشة مرتاحة وحسب ونسب ومادام الولد راضي بالبنت مالناش دعوة بقي مانسيبه يقرر هو.
ثم ابتعد مقترحا بحماس مباغت طب ما أحنا فيها ليه نساني الفرصة ما ممكن اخنا نصنعها ايه رأيك تنزلي دلوقت تبلغيه بموافقتك عن خطوبة رائف و تبوسي ايده وتسترضيه.
تفتكر مش هيكسفني فأخبرها بدعم
جربي مش هتخسري حاجة واسمك عملتي أول محاولة حقيقية مع بابا.
ابتسمت وهي تنظر إليه طب وانت ياتيفا..خلاص مبقتش زعلان مني و لسه بتحبني زي زمان
لمز حانب رأسها بمرح ياعبيطة ده انتي عشرة عمري واتجوزنا بعد قصة حب عنيقة ولا نسيتي يا إيلي
.
ثم نهض وجذب يدها معه وڤي تسير خلفه برضا تام يلا تعالي نفرح رائف بموافقتك هو وبابا بلاش نضيع وقت.
تبعته وعيناها ترمقه بحب وفرحة كأنها طفلها ضالة أخيرا عثرت على شاطيء الأمان.
إلهام عايزة تقولكم حاجة يا جماعة.
قالها توفيق الذي انضم لابيه وابنه في غرفة مكتبه وتحت انظارهم المترقبة بفضول قالت
أنا موافقة علي البنت اللي اختارتها يا رائف..
ضحكت لحماسه بينما استأنف ابنها صياحه صحيح ما يجيبها إلا رجالها يا تيفا..
لكزته ألهام بصدره عيب يا ولد تقول لابوك كده.
بينما قال ابيه بمزاح متفاخر بما حصده عيب يا ولد أبوك لسه تأثيره شغال لحد دلوقت.
رمقته بلوم وهي تبتسم بمسحة خجل وعادت تنظر للجد الذي يتابع كل شيء بتعبير غامض لا يشف شيء مما داخله لا ينكر أن قراراها هذا زحزح جدار غضبه عليها قليلا لم يكن يتوقع من زوجة ابنه سوى الرفض والمحاربة وها هي تسلم لأجل سعادة صغيرها.
رائف اخرج انت بقي اتصل على اخوك جسار عشان هو يتفق مع أشرف ويظبط زيارتنا لما يرجع.
ماشي يابابا هوا.
وأسرع راڤف گ الريح يخبر أخيه بما لديه.
.......
لسه زعلان مني ياعمي مش عايز ترضى عليا
قالتها ببعض التردد ثم برجاء وهي ترصد رد فعله فظلت تعبيرات الجد مبهمة حتى انفرجت عن ابتسامة وقورة وهو يغمغم برفق حاني لا يا إلهام.. خلاص مش زعلان منك.
نبض خافقها بفرحة واندفعت بصدره تبكي مثلما كانت تفعل ليضمها بعناق أبوي رابتا برفق علي رأسها مع قوله
خلاص يابنتي محدش فينا معصوم وكلنا لينا أخطاء.. يمكن الغلط غلطي اني حاولت اغصبكم تتقبلوا جسار في حياتكم وانا زعلي منك كان علي صډمته أما عرف الحقيقة.. كنتي قاسېة اوي عليه يا إلهام.. بس خلاص يا بنتي لعله خير.. اهو دلوقت اتجوز وهيعمل عيلة وربنا يسعده ويسعد رائف كمان.
جففت دموعها وهي تغمغم بصوت متحشرج يارب يا بابا.
توفيق وقد تنفس الصعداء أخيرا
بعد مصالحتهما أظن كده اطمنتي ان بابا مش زعلان..
الحمد لله.. ده بابايا أنا كمان يا توفيق وكنت هتجنن انه زعلان مني ومش بيكلمني.
ربت علي ظهرها بدعم ربنا مايجيب زعل تاني..
شكرته بامتنان وصاحت أنهاردة هتتغدوا وتحلوا من إيدي.
مازحها توفيق إلهام هانم بنفسها هتدخل المطبخ
سددت ضړبة ضعيفة لصدره بطل تريقة يا توفيق.
وذهبت لتعد لهم شيء بيدها حلاوة هذا الصلح الغالي.
حبيب اخوك الصغير وحشتني طحن يا متر.
ابتسم جسار وومضت عينه بحنان وهو يستمع لرائف وانت اكتر يا لمض.. وحشتني اوي.. عامل ايه وجدي صحته أخبارها ايه..
زي الفل يا كبير.. ويا ريت ترجع من شهر العسل بتاعك بسرعة عشان عندي ليك خبر هيفرحك جدا.
ايه هو
ماما وافقت اخطب أريج أخت أشرف صاحبك
هتف بفرحة بتتكلم بجد يا رائف
أه والله كانت معصلجة معايا بس تيفا اتدخل في الموضوع وحل الدنيا في ساعة زمن طالع لابنه عفريت.
قهقة جسار يا راجل هو اللي طالعلك برضو عموما ألف مبروك ياحبيبي أريج بنت ممتازة وتستاهلك وتستاهلها.
اه والله خطفت قلبي من أول رشفة شاي.
عاد يقهقه علي خفة ظل أخيه ثم قال ماشي يا ابو رشفة شاي..طب انا هكلم أشرف اعرفه وبإذن الله مجرد ما ارجع هنروح نخطبهالك..مبسوط يا عم
ده انا هطير من الفرحة لدرجة ممكن تلاقيني بالليل علي باب الفندق عندك في باريس..
ضحك له للدرجادي بركاتك يا أريج.. ربنا يديم عليك السعادة ياحبيبي والله فرحتني جدا بالخبر ده.
عارف والله يا جسار عشان كده اتصلت هات بقي مرات اخويا اسلم عليها احسن تقول علي أخوك قليل الذوق.
حاضر دقيقة أروح عندها.
دلف لغرفتها وقال شمس رائف عايز يسلم عليكي
التقطت الهاتف وتبادلت معه كلمات ود ومرح لخفة ظل رائف ثم أنهت المكالمة وهي تقول ظريف اوي رائف اخوك ده.
لا ده مشكلة اصلا.. ألشه وهزاره بيفصلني والله..
ربنا يديم الود بينكم ياحبيبي..
وواصلت لسه قافلة مع سارة وبتسلم عليك.
والله دي واحشتني أوي أوي وعايز اشوفها شوية وهتصل بيها.
تغير وجهها وانعقد حاجبيها قليلا بعبوس فلاحظه متسائل مالك ياحبيبتي كأنك اضايقتي
لا ابدا مفيش.
أخذها تحت ذراعه وهو يهتف لأ فيه وشك اتغير لما قلت سارة وحشتني ثم ضيق عيناه قائلا معقول غيرانة
نظرت له برهة ثم ابتعدت عنه و وقفت نحو النافذة تنظر بشرود فاقترب منها وضمھا ثانيا قائلا أنا مش قصدي والله أضايق بتكلم عادي وبعفوية.
لبثت على صمتها تنظر للأفق أمامها فأدار وجهها إليه ورصد عيناها مليا قبل همسه خلاص أنا أسف.. هاخد بالي بعد كده مادام بتغيري.
وجد سحابة دموع تتكثف بمقلتاها فصاح پخوف ليه كده طيب يا شمس منا بقولك أسف وهاخد بالي بعد كده..
هزت رأسها هامسة زعلانة من نفسي ياجسار أنا بحب سارة أوي بس مش قادرة انسي ان في يوم من الأيام كانت بتحبك خاېفة غيرتي عليك تخليني اخسرها في يوم من الأيام لأن ڠصب عني بحس بڼار عمري ماجربتها غير بعد ما اتجوزنا أنا بغير حتى من البنات الأجانب اللي هنا أما بتبصلك واحنا سوا..
ابتسم برفق وقال مټخافيش ياحبيبتي أنا مش هسمح ابدا تخسري سارة بسببي وده هيتوقف علي معاملتي انا ليها بعد كده.. انتي من حقك تغيري عليا لأني أخصك وبتاعك لوحدك زي منا بغير عليكي من الهوا الطاير.
ابتسمت وقالت بلهفة بجد بتغير عليا ياجسار
ده سؤال برضو طبعا مش مراتي وحبيبتي.
طار جسدها من فوق الأرض بغتة وهو يحملها لتهتف ضاحكة يامجنون بتعمل ايه خضتني.
مال بجبهته علي جبينها أصل جسورتي دي بتعمل فيا حاجات غريبة ولازم تتحملي نتايجتها..
بدلال همست نتايجتها اللي هي ايه ياجسورتي
حالا هتعرفي بشكل عملي ياقلب جسورتك.
غلقت الباب سريعا ووقفت ودقات قلبها تتواثب كأنها كانت تعدوا بعد أن سمعت حديث شقيقها أشرف لأبيه عن رغبة رائف للزواج بها وانتظاره عودة أخيه جسار ليأتوا لطلبها..