روايه اغلال الروح كامله بقلم شيماء الجندي
إلى غرفة الملابس
أكيد مش هكدب على طفلة !
توقفت محلها و استدارت تقول بسخرية
أنا تخصص ڼصب على كبار بس !
ثم انصرفت تحضر حذائها و أغلق هو الباب الخاص بالغرفة يتجه خلفها قائلا بنبرة حادة
سديم ! بلاش الأسلوب دا معايا لأنه فعلا بيخرجني عن شعوري و بقولك كلام متمناش تسمعيه مني !
ضحكت ساخرة و أجابت و هي تتجاهل تواجده و تعبث
عادي اللي مش بتقوله بشوفه في عينيك و أنت بتكلمني ! لو جاي عشان امشي فا أحب أقولك خلاص ماشي كلها كام يوم امهد للراجل اللي اعتبرني بنته و اختفي من وشك خالص !
كادت تمر من المسافة المتاحة لها بينه و بين الحائط لكنه قبض على رسغها يقول پصدمة عاقدا حاجبيه
أنا مقولتش تمشي و سايبك بقالي كذا يوم تهدي !
پصدمة و قالت
إيه !!!! أنت عندك شيزوفرينيا أكيد بقاا ! اومال مين اللي كان على وشك ېقتلني في الاسانسير من كام يوم !!!! وبعدين حتى ولو رجعت في كلامك أنا مش هرجع و همشي كفاية أوي اللي حصل لحد كدا !
حاولت إفلات يدها منه لكنه قبض عليه بقوة أكبر و ابتلع رمقه وأردف بصدق وصوت أجش
سديم أنا وقتها كنت متضايق من تصرف سليم و يوسف و أنت لما رفضتي العزومة وقتها أنا اتضايقت من كلامي معاك مطلوب مني إيه تاني مش فاهم !
مطلوب منك تسيب أيدي دا غير إني مرفضتش عزومات أنا أجلتها للنهاردة وهخرج مع الكل بليل أودع عيلتك و اختفي من حياتكم !
حاولت دفعه عنها و المرور لكنها قد أشعلت فتيل نيران غضبه منها بتلك الكلمات لا يعلم ما سر تشتته منذ أن بدأت تتجنبه و كأنها لا تعرفه أحاديثها اللطيفة و كلماتها بالعمل موجهة دائما إلى أخيه أو ابن عمه و التي أصرت على تواجدهما في وقت التدريب و بالطبع الأمر مرحب به من الطرف الآخر إذا ما المانع !!! و الآن تقف أمامه بهدوء مريب و تخبره أنها انتهت من العمل معه هكذا الأمر يحدث ببساطة !
مش بمزاجك ياسديم ومش هتمشي من هنا إلا لما أنا أقول فيه عقد بيني و بين خالك و كلامي معاه
تركها بحالة من الفزع أن يحادث سامح و يفسد ما تفعله لأجل الصغيرة توقف عند الفراش الخاص بها حين هرعت إليه و أمسكت ذراعه السليم تقول پغضب
هو إيه اللي تكلم سامح هو أنا لعبة معاك ! تعالي روحي !
سامح !!!!
لفظت اسمه كما اعتادت بدون ألقاب و لكن ليس هذا ما يشغلها الآن الأهم هي الصغيرة ركزت على هدفها و أغمضت عينيها لحظات تقول محاولة التفاوض معه
أنا عايزة افهم إيه اللي يخليك عايز تحتفظ بواحدة زيي ڼصابة و بتضر عيلتك ! أنا اللي بقولك إني مش مضمونة ! و لو مش عايزني انزل مع يوسف و سليم مش نازلة ممكن تسيبني بقاا اخرج من حياتكم !
وأنا مش تحت مزاجك و هتقعدي لحد ما أقرر تمشي و معنديش أي كلام تاني !
تركها وتوجه إلى الخارج بخطوات واسعة و هو يقول بإنفعال
و لو آخرتي على الشغل يومك مش هيعدي على خير !!!
زفرت پغضب و جزت على أسنانها بقوة تقول بإنفعال
غبي !! أنا لو قعدت يوم واحد كمان عيلتك هتتدمر !!!!
أسرعت خلفه و قبضت على ذراعه ليتوقف عن السير و ينظر إليها عاقدا حاجبيه ينتظر حديثها بملامح يتراقص فوقها الڠضب لتردف بحزن
هو أنت بتعمل كدا عشان فلوس عمك يعني جايبني هنا عشان وصية عمك بس
حدق بها بصمت
و قال بنبرة جافة ليه ! هيفرق عندك !!!
تنهدت و قالت بحزن هيفرق عندك أنت ياآسر مش عندي !
ضيق عينيه باستفام و كاد يواصل حديثه لكن قاطعه رائف الذي اقتحم الحوار و قال بدهشة حين وجد ملامح وجهه لا تبشر بالخير
فيه إيه كل دا بتأكد عليها تأخر النهارده !
وكأنها تنتظر فرصة الفرار من براثن عينيه الثاقبة و تخشى رد فعله تجاه الصغيرة و تجاه ما لديها من حقائق و تخشى هذا الصديق المتهور من وجهة نظرها أسرعت إلى الداخل و تركتهم بينما نظر في أثرها و لولا كبريائه و نظرات صديقه لتبعها في التو والحال و سألها عن سر رهبتها التي تصرخ بها عينيها كلما حدقت به !!!
هدر آسر فجأة پغضب شعر أن صمته طال و انتظار صديقه يجعله بحالة من التوتر
عايزة تمشي ونلغي اتفاقنا !!!
اتسعت عيني صديقه وصاح پصدمة
ياألف نهار أبيض ماهو دا اللي إحنا عايزينه !
عقد آسر حاجبيه و نظر بهاتفه قائلا
اتحرك يارائف خلينا نشوف اللي ورانا !
تنهد رائف ودلف إلى السيارة ليبدأ القيادة صامتا يتابع بعينيه الطريق و يراقب صديقه الذي رفع الهاتف إلى أذنه يقول بنبرة رادعة
ايوا ياسامح !! أنت بتستهبل !! واخد مني الفلوس دي كلها عشان تلعب معايااا !!!!!
أكمل صديقه بإنفعال واضح
ملكش دعوة اهدا ولا اتعصب شوف بنت أختك و خليك عارف إنها لو نفذت اللي هي عايزاه و سابت شغلي قبل ما أنا أقول حسابي هيبقا معاك أنت !
أغلق الهاتف ونظر من النافذة بصمت و هو يتلاعب بهاتفه بين أنامله بحركة غاضبة أدهشت رائف الذي قال محاولا التفاهم معه و امتصاص غضبه الغير مبرر
طيب ما محتاج افهم أنت متمسك بيها ليه دلوقت وكمان بتشتكيها !! ماهي كانت هتخلصنا منها !! ومتقوليش عشان أنا اللي أقول واحدد لأني عارفك ومتأكد إن دا مش أسلوب تفكيرك !
آثر عدم الإجابة لكنه نظر إليه لحظات بتردد ملحوظ وعقله يتحدث إليه ساخرا منه و يخبره أنه لا يملك مبرر قوي و برهان واضح فقط يشعر باشتعال يكاد يحرقه داخليا بل هو يخشى أن تفعل ما أرادت و تترك المنزل دون إرادته اتسعت عينيه فجأة و قال بصوت آمر
لف يارائف و ارجع بسرعة !!!!
عقد حاجبيه بدهشة و قال
هو فيه إيه ياآسر إيه الحكاية !!!
أردف الآخر بتوتر قائلا
هتلف ولا تنزلني هناا ارجع أنا !
عاد كما طلب منه و قد وجدها تقود السيارة بالفعل وتمر من البوابة الإلكترونية بصحبة الصغيرة قال مسرعا و هو يتابعها بعينيه
رائف خد عربيتي و روح على الشركة وأنا هحصلك يلا بسرعة !
هبط من سيارته يضرب كفا بالآخر و قد هبط صديقه أيضا و اتجه إلى مقعد القيادة و لحظات كان يشق الطريق بسرعة كبيرة خلفها !!!
وصلت إلى مدرسة الصغيرة و هبطت تودعها ثم استدارت وكادت تعود إلى السيارة لكنها وجدته خلفها مباشرة يقف محدقا بها پغضب شديد أدهشها لتعقد حاجبيها و كادت تسأله لكن ارتفع رنين هاتفها و أجابت على الفور
ألو ! ايوا ايوا عارفاك خير نيرة حصلها حاجه !!
اتسعت عينيها و قالت پصدمة
إيه !!! ليه كل داا !!! لا لا متتصليش بسامح أنا جاية حالا !
عقد حاجبيه و سألها حين وجد الهلع تمكن من ملامحها
فيه إيه!
ركضت
من أمامه تعود إلى السيارة و هي تقول بتوتر
لو عندك أي حاجه أجلها لحد ما أشوف أختي !!
شقيقتها !!! هل تمتلك شقيقة و ذاهبة إليها الآن !!!!! هذه الفتاة عبارة عن كتلة مفاجآت متحركة ! ماذا يفعل هل يعود إلى عمله أم يذهب معها و يتأكد أنها تراجعت عن فكرة تركه كان عقله يعمل بالرغم أنه اتجه خلفها مرة أخرى بالسيارة و إلى الآن يجهل سر تتبعه لها هل هو فضول لرؤية شقيقتها أم فضول لمعرفة المزيد عنها أم هي رغبة داخلية مثلها كمثل رفضه تركها إياه في تلك الفترة !!!
اتجه معها إلى الداخل و تجاهلته تماما حيث كانت في حالة واضحة من القلق و الذعر لرؤية شقيقتها لكن ما أصابه بالدهشة حقا أنها سيطرت
على قلقها و تجمدت ملامحها فجأة حين قابلت أحد أفراد إدارة المدرسة و الذي رحب بها بشكل واضح و صافحه بتهذيب ثم أشار إلى غرفة تواجههم و قال بهدوء
اتفضلي ياآنسة سديم هي في الأوضة دي مع صاحبتها !
أسرعت إلى الداخل و طرقت الباب دلفت و قد ارتدت خطوة إلى الخلف حين هرعت إليها تلك الفتاة الباكية و ارتمت داخل أحضانها تجهش بالبكاء و جسدها يهتز بقوة و تهمس لها سديم بكلمات محاولة تهدئتها وهي تربت على خصلاتها بعد أن تمكنت من احتوائها داخل أحضانها ! هل تلك المراهقة شقيقتها !!!! هل تمتلك عائلة من الأساس دون سامح المحتال !!!!!
نظرت سديم إلى رفيقتها وقالت عاقدة حاجبيها
إيه اللي حصل
أبعدت المراهقة عينيها عن آسر حيث كانت تتأمله بجراءة واضحة و قالت بجهل
مش عارفة أنا لقيتها مرة واحدة بټعيط و كانت ساكته خالص مش بتتكلم قبلها !
ازداد قلقها و جلست فوق الأريكة تحاول إخراجها من أحضانها قائلة بلطف
نيرة حبيبتي حصل إيه مالك
نظرت إليها أخيرا ثم إلى صديقتها الواقفة تنتظر بفضول واضح و مرت بعينيها إلى هذا الرجل الوسيم الذي يقف خلف شقيقتها مباشرة و ينظر إليها بترقب واضح وقد لاحظت سديم توتر نظرات شقيقتها من تواجدهم لذلك أردفت بهدوء
ممكن تسيبونا لوحدنا شوية !
خرجت الفتاة على الفور و وقف هو ينظر إليهن پصدمة للحظات ثم انصرف يستمع إليها تقول بنبرة حانية
خلاص حبيبتي بقينا لوحدنا مالك بقا
انتظرت الفتاة إغلاق الباب و قالت بصوت متحشرج رقيق
أناا. م ..مش عارفة أقول !
و أجهشت مرة أخرى بالبكاء هبطت حينها سديم و جلست أرضا على ركبتها تربت بلطف فوق ذراع شقيقتها و تقول بهدوء
طيب لو مش عايزة تقولي بلاش دلوقت بس اهدي ياروحي جسمك كله بيترعش !!!
جففت دموعها بظهر يدها و هزت رأسها بالسلب تستجمع شجاعتها قائلة
لاء هحكيلك أنت قولتيلي اسيب الفون القديم في اوضة مامي و اشغل ال recording التسجيل عشان نشوف ال nurse الممرضة الجديدة بتعاملها إزاي صح
انصتت سديم إلى حديثها باهتمام وهزت رأسها بالإيجاب قائلة
ايوا و عملتي كدا !
أومأت بالموافقة و عجزت عن إكمال ما حدث و اخرجت الهاتف من حقيبتها ثم عبثت به بيد مرتعشة و صدح صوت سامح فجأة !!!!
Flash back ..
اووف سوري يانبيلة أصل متعود إنك بتردي و كدا !
قالها وهو ينظر إلى شقيقته التي نظرت إليه پغضب و عقدت حاجبيها بقوة ليبتسم لها ببرود و يتجه إلى
النافذة يراقب من خلالها حركة نيرة داخل المسبح و هو يقول
بصراحة يانبيلة أنا فخور ببناتك يعني مثلا نيرة لطيفة أوي و هادية و مطيعة مش بتسأل كتير و تفتح قصص بتستمع بوقتها و ده عامل مشترك بيني