روايه اغلال الروح كامله بقلم شيماء الجندي
ما يدور حولها لها أسلوب غريب مثير للدهشة و العجب و هو على يقين أن تلك السمات من المحال أن تزرعها الكندية الماكرة إذا من أين لها هذا ! زفر بإجهاد وعاد إلى غرفة آسر وهو يظن أنها لازالت مع العائلة !!!
أتت السيارة التي طلبتها من خالها سامح و جلست بمقعد السائق ثم بدأت القيادة و هي تنظر بالمرآة إلى المشفى خلفها ببسمة صغيرة و تهمس لحالها
ثم تابعت القيادة بحذر خلف سيارة أميرة التي كانت تعرج من عدة طرقات و كأنها تخشى مراقبة أحدهم لها وانتهى بها المطاف داخل مطعم ردئ و صغير بزواية ما بعد مدة تفوق الساعة من القيادة !
لم تحاول سديم الدخول لكنها استطاعت إلتقاط صورة سريعة لهيئة السيدة الجالسة أمامها و كأنها رأتها في مكان ما لكن من الصعب استكشاف الأمر من هنا كما أن حديثهم غير مسموع لها وضعت الهاتف داخل الجيب الأمامي ببنطالها بخفة حين شعرت بحركة خلفها و بالفعل وجدت ذلك الرجل الغاضب يقول بحدة
استدارت إليه و قالت بهدوء وهي تنظر حولها عاقدة حاجبيها
كويس إني لقيت حد أخيرا كنت لسه هدخل المطعم دا ! حضرتك من هنا
نظر إليها عاقدا حاجبيه وعينيه تستكشف هيئتها التي تصرخ بالثراء وقال باقتضاب
لأ بس أي مساعدة
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بلطف وهي تجمع خصلاتها المترتقصة بالهواء
ملامحها صادقة و هيئتها الراقية وحديثها المقنع دفعه كل ذلك إلى الثقة بها وقال بانبهار وهو قد ارتكزت عينيه على بسمتها
لأ أنت أكيد تايهة البيوت هنا كلها مهجوة ارجعي بقا لورا شوية كدا يمكن تلاقي البيت في البدايات هناك تحبي أوصلك !
سارت باتجاه السيارة و دلفت إليها و عينيها تجوب المنطقة المليئة بالخدمات و رغم ذلك بالفعل المنازل مغلقة و الناس تتحرك حولها إلى بداية الشارع كما قال إذا هذا المكان الغريب لقضاء
الخدمات فقط و من الواضح أن أغلبها خدمات وهمية مثل خدمة أميرة و صديقتها المجهولة !!!!
دي لعبتي ياأهبل !
وغادرت المكان و أرسلت الصور إلى سامح ثم شقت الطريق بسرعة إلى القصر الخاص به !!
دلفت السيارة من البوابة الإلكترونية و تراقب التجديدات التي صنعها الخال بفتور و ملل ثم ترجلت من السيارة و تحركت إلى الداخل وقد ظهرت بسمتها حين وجدت شقيقتها تهبط الدرج مسرعة و قد ألقت جسدها داخل أحضانها تقول بإشتياق
أحاطت سديم جسدها و ربتت فوق خصلاتها بحنو وأجابتها بعد أن وضعت قبلة صغيرة فوق جبينها و وجنتها
و أنت أوي ياروح قلب سديم ! جيت اهو زي ما وعدتك !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي داخل أحضانها تحيط خصرها بقوة و كأنها تخشى فرارها وقد اتجهت سديم إلى أقرب أريكة وجلست و لازالت نيرة داخل أحضانها تقول ببهجة
هتقعدي معانا شوية صح !!!
آثرت الصمت و هي تستمع إلى صوت سامح الماكر يقول
لا سديم جاية ساعتين و هتمشي يانيرو وهاخدها منك شوية المكتب وبعدها براحتك خالص ياروحي !
لم تفك أسر شقيقتها بل قالت بلطف
طيب خليها معايا شوية كمان !
كاد يجيبها لكن قالت سديم بلطف فور أن قبلت خصلاتها
نخلص كلام في الشغل وهرجعلك ياحبيبتي !
وافقت شقيقتها وتركتها أخيرا و تابعتها سديم و هي تبتعد و تصعد الدرج بخفة ليقول سامح بفخر
كبرت نيرة و شاطرة أوي في مدرستها لعلمك ! أنا متابعها بنفسي زي ماعملت معاك !
رفعت حاجبها الأيسر و قد أدركت مقصده الخبيث و اعتدلت تقول ببرود ساخرة
و أنت شاطر أوي في المتابعة خلينا في المهم عملت ايه في الصور ومتتكلمش عن نيرة تاني كدا !!!
اتجهت إلى المكتب و تبعها هو ثم أغلق الباب جيدا و قال بدهشة
أنت من امتى بتيجي هنا ياسديم في وقت الشغل
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وقالت بنبرة حادة
عرفت إيه عن أميرة ياسامح خلاك متوتر كدا !!!
تنهد و أردف باستسلام
اللي كانت معاها دي أم سيلا الحقيقية !! و اللي وصلت ليه أن هما معرفة من سنين !
عقدت سديم حاجبيها وقالت بدهشة
يعني زي ماتوقعت أميرة تعرف عني حاجه !
هز رأسه بالسلب و أردف
لا هي بتحاول توصل لأي معلومة عنك بس مش عارفة متقلقيش أنا مغطيك كويس محدش هيعرف يوصلك بس أكيد تعرف إنك مش سيلا نفسها !
ابتسمت ساخرة و أجابت
مغطيني !! بلاش أنت في موضوع التغطية دا ياسامح !
تجاهلت نظرات الاستياء التي يقذفها بها و جلست فوق المقعد و شردت تكمل بتفكير مسموع
لو الكندية لسه في حياتهم بمعرفتهم لايمكن آسر كان هيجيبني أمثل على أهله ! يبقا هي اللي جوزت أميرة لعم آسر !!!!! طيب ولما هي عرفت اني بڼصب عليهم باسم بنتها ليه مظهرتش عشان تكشفني !!!
عقد سامح حاجبيه وقال بدهشة
بتفكري في إيه ياسديم !!
رفعت حاجبها الأيسر وابتسمت بانتصار و قالت بعبث
أنا عايزة أعرف أميرة قبل ما تدخل العيلة كانت بتعمل ايه بالظبط !
أمسك الورق من فوق المكتب و قال بدهشة
دي كل معلوماتها من
يوم ما اتولدت ! كانت متجوزة و اتطلقت و بعد سنتين من اختفائها خالص ظهرت واتجوزت عاصم الجندي !
عقدت سديم حاجبيها وقالت بهدوء
آه لا حيث كدا بقا أنا عايزة اعمل تحليل DNA لنورهان هجييلك العينات وأنت خلصه و كلمني هقولك اخده منك ازاي سلام ياسامح !
كادت تغادر لكنه أمسك ذراعها و قال بحزن
هترجعي معايا زي زمان أمتى ياسديم
أزاحت يده عنها و قالت بنظرات حادة
لما ارجع سديم العيلة اللي لعبتوا بيها و مشيت معاكم مغمضة ولحد دلوقت مش قادرة تفتح ! هتعرف ترجع الزمن ياسامح !!!!
كادت تغادر لكنها توقفت فجأة و قالت بنبرة ساخرة
صحيح ياسامح أنت مش قلقان عليا وأنا في بيت زي دا لوحدي
ضحك بقوة و مال بجزعه العلوى إلى الأمام و يقول ساخرا وهو يضع يده فوق صدره
أقلق عليك أنت ياسديم !!!! دا أنا قلقان عليهم منك ياروحي !
ابتسمت ببرود و تركته تتجه إلى غرفة عڈابها النفسي بخطوات سريعة لكنها أبطأت فجأة حين اقتربت بل حين أصبحت على بعد خطوات معدودات و تنفست بصوت مسموع و ابتسمت ساخرة من حالتها المضحكة !! تسأل نفسها بدهشة هل تفر من نيران جشع سامح إلى نيران عجز أمها !! كم تكره ذلك المكان وتبغض هذا الشعور !!!!
طرقت الباب و دلفت حين قالت نيرة ضاحكة
تعالي ياسديم مامي مش مصدقة !!!!
فتحت الباب و اتجهت إلى بأعين لامعة و أنفاس متوترة و كأنها على وشك تأدية اختبار نظرت إلى أمها الجميلة التي راقبت تقدمها منها باشتياق واضح تنتظر أن ټحتضنها ابنتها الحانية داخل أحضانها الدافئة تذكرها بأبيها تشببه في ضحكتها التي تظهر غمازتيها و لكن صوتها ضحكتها الناعم ورثته منها كما ورثت بعض ملامحها الرقيقة و لكنها تخفيها خلف رداء ألمها و ڠضبها منها لطالما كانت فتاتها هي الخليط الناعم و المميز بينها و بين زوجها أما الخصال كانت من صنع أبيها فقط و منذ أعوام كانت مثل هذا الرجل تماما لكنها سعت إلى تغييرها و كانت تلك النتيجة !
احتضنتها و استقامت واققة مرة أخرى تقول بهدوء
أنا محبتش أمشي قبل مااشوفك !
وقفت نيرة تقول بحزن
هتمشي تاني !!! أنا ملحقتش اقعد معاك !!! خليك معايا النهارده بس ياسديم !
احتضنتها شقيقتها بقوة و أجابت بهدوء و هي تضع يدها على وجنتها
حبيبتي أنا قريب أوي هخلص شغلي و اجي أقعد معاك أجازة طويلة ! اتفقنا
نظرت إليها بشك و قالت
وعد ياسديم !!!
هزت رأسها و أجابت مبتسمة
وعد ياقلب سديم !
ثم نظرت إلى أمها التي تنظر إليهما دامعه العينين وقالت بحزن وهي تتهرب بعينيها منها
أنا بتابع علاجك مع الممرضة اللي بتيجي الفترة دي مش هقدر اتكلم ڤيديو بس نيرة بتطمني كل يوم !
تألمت نبيلة لحالة ابنتها التي تظن أنها المتسببة بما أصابها ! سقطت دموعها و نظرت إليها بحزن و شعرت سديم بتأنيب الضمير ظنا منها أن والدتها تتألم من شعور العجز لتجلس أمامها و ټحتضنها بقوة و تهمس بحزن شديد
سامحيني !!!!
ودت لو صړخت بها أن تغفر لها هي ما اقترفته يداها لكن منعها عجزها عن الحديث داخلها يقول أن صمتها و حديثها نتيجته واحدة وهو عڈاب ابنتها !!! لقد خانت عهدها مع رفيق دربها و تدفع الابنة ثمن خيانتها !!!
جميعنا نجهل
فن العلاقات إن كان صديق أو حبيب يغمرنا التعلق بالأشخاص واختبار ما لذ و طاب من خير المشاعر و ألطفها لكن هل نملك جميعنا الأمان ! هل نملك العهد ! هل نملك من يخبرنا أنه على العهد و الوعد مااستطاع ! والعهد من شيم الرجل يا سادة إن تحدث عنه صان و إن امتلكه منافق غدر و خان !
أثناء مرورها بالسيارة نظرت إلى قطعة محددة من الطريق و كأن حاډث وقع أمس ! كان كلمتها الأخيرة قبل أن تفقد النطق اسمها هي !!!! صړخت حينها بقوة تقول سديم ثم ظهرت تلك السيارة اللعېنة
ترجلت من السيارة حين شعرت بالاختناق ثم أرسلت موقعها إلى سامح و تركت الهاتف داخل السيارة و أمسكت هاتفها الأساسي و حقيبتها الصغيرة و واصلت سيرا على الأقدام !
في المساء داخل منزل آل الجندي
جلس عاصم يضع رأسه بين يديه صامت تماما و يوسف يكرر إتصاله الهاتف بها دون جدوى ليقول بأسف
مقفول برضه !
استقام عاصم صارخا ب أميرة بقوة و هدر
أنت السبب !!!!! مش قادرة تسبيهااا
في حالها دقيقة وااااحدة بنتييي لو حصلها حاجه بعد السنين دي كلهااا هتشوفي عاصم تاني ياأميرة هكرهككك في اليوم اللي عرفتيني فيه !
ظهر الذعر على ملامحها و تقدم رأفت يحاول فك أسرها من براثن أخيه قائلا
مش كداا ياعاصم ليه بتفرض السوء أصلا إحنا لسه الساعة 10 متقلقش كدا !
و قال سليم محاولا تهدئته
ياعمي مايمكن حابة تبقى لوحدها شوية و خرجت تتمشى و هي كانت قالتلي إنها عاشت هنا في مصر قبل ما تتعرف علينا يعني تلاقيها قاعدة في مكان مفضل عندها و شوية وهتيجي !
تنهدت الجدة و قالت بحزن
الاتنين كانوا خارجين كويسين الصبح آسر راجع عضمه