روايه من نبض الۏجع عشت غرامي كامله بقلم فاطيما يوسف
متشنجة فقد مشي أكثر من نصف
ساعة كي يصل إلى المنزل فسيارته متعطلة ولم يجد أي وسيلة مواصلة
صعد إلى المنزل وفتح باب شقته بأصابع ترجف ۏجعا وهو لم يشعر بأطرافه من شدة البرودة نظر الى أرجاء منزله الذي اصبح متسخا من كل مكان ورائحته النتنة قد عبئت المكان بعيناي يكسوها الاشمئزاز
الآن شعر بارتخاء جسده وأنه متعب بشدة وفجأة زاره السعال المتتالي وبدأ يرتعش جسده خطى إلى الغرفة بأقدام واهنة وعندما رأى التخت المبعثر وفراشه ملقى على الأرض انزعجت ملامحه فقد كانت زوجته تهتم بذاك التخت وكأنه لوحة فنية حمل الغطاء الثقيل ثم ارتمى على التخت ولف جسده بكامل الغطاء ولكن لم يسعفه فجسده مازال يرتعش بشراهة
لم يجد مأوى ولا ونيسا ينجده من حالته تلك غير النوم فقد سحبت عيناه التي لم يستطيع فتحها من شدة السخونية التي اجتاحت جسده بأكمله
وأتى الصباح بشمس أضائت الكون وأنارته وبدأت في إزالة آثار المطر التي لطخت الشوارع وعلمت فيها
فتح مجدي عيناه بثقل وجسده متسمر في التخت ولم يقوى على الحراك مد يداه والتقط هاتفه وقام بمهاتفة أخيه الذي اجابه
خرج الكلام من شفتاي مجدي منقطعا
الحقني ياخوي اني تعبان قوي من عشية ومقادرش اتحرك من مكاني هات المفتاح اللي انا سايبه معاك وهات دكتور بسرعة وتعالى لي
كاد عامر أن يتحدث ولكنه استمع الى الهاتف سقط ارضا من يد أخيه فقام سريعا من نومه وارتدى ملابسه وأخذ المفاتيح وهاتفه ونزل إلي أخيه في سرعة البرق
بعد حوالي تلت ساعة أتى الطبيب وقام بفحصه ثم تحدث لعامر وملامحه منزعجة
اخوك حالته صعبة جدا جدا ولازم يتنقل المستشفى فورا
دب القلق في أوصال عامر وتسائل
ماله ياداكتور دول شوية برد عاديين
لا مش برد عادي تقريبا هو عنديه ربو على صدره ودور البرد بقاله كذا يوم وهو همل في نفسه لحد ماتقلب لحمى ولازم يتنقل المستشفى حالا
انقلب وجه عامر رع با ثم تمتم
طيب هنقله حالا في عربيتي بس حضرتك هتاجي ورانا ولا هتعمل ايه
اجابه الطبيب وهو يلملم أشيائه
أه طبعا جاي علشان هباشر على حالته بس بسرعة لأن مفيش وقت
استني عنديك خد البس الكمامة داي والجواندي كمان علشان اللي عنديه معدي
أخذ منه الكمامة وارتداها وكذلك الجواندي وحمله تحت ابطه وهو في عالم أخر لايشعر بشئ كان عامر ينظر إلى أرجاء المكان المبعثر وهو يتعجب على أن ذاك المكان الذي كان بمثابة الجنة من نظافته أصبحت حالته بهذا الشكل وكأنه صحراء جرداء
في غصون نصف ساعة نقله عامر الي المشفى العام بقنا واستلمه الأطباء كي يتعاملوا معه
أما هو وقف مكانه يفكر فيما آلت إليه حالة أخيه من وراء جموده وتصلب مشاعره
شعر بنغزة في قلبه وملامات شديدة كلما نظر في وجهه وتذكر مافعله به وما ارتكبه في حقه واتبع مسار الشيطان
وقف يجول بعقله سنوات مضت وهو يتذكر كيف أثرته ابتسامتها وضحكاتها وكلماتها التي اخترقت قلبه واتبع هوى الشيطان
عاد بذاكرته إلى أول مرة اخطأ فيها وانجرف وراء مشاعره دون حسبان لأي شئ
فلاش باك
ض رب زر الجرس بإصرار لأجل أن تفتح فهي تعلم من الطارق ثم دق
الباب بيداه مرددا
افتحي يامها اني عارف انك جوة وسمعاني وعارف انك مطنشاني واني مش ماشي من اهنه إلا لما أعرف مالك متغيرة اكده ليه
كان تقف وراء الباب وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها لأجل أن لا يسمعها ولكن حينما سمعت شدة طرقاته اخافت أن تلفت أنظار الجيران ويسمع بها أحدا
فتحت له الباب وجذبته من يداه وأغلقت الباب وهدرت به بحدة
ايه الطريقة اللي انت بتخبط بيها على الباب داي ياعامر انت اتجنيت ولا جرى لمخك حاجه لما تسمع الناس بيا !
اقترب منها وهتف بحزن
مالك يامها كنتي بټعيطي ليه
مسحت دمعة فلتت من عيناها وأردفت بتوتر
ها مبيعطش ولا حاجة انت عايز ايه
أصر على سؤاله
لا كنتي بټعيطي وجامد كماني وباين على وشك الدموع وفي نبرة صوتك القهر احكي لي مالك وأني زي اخوكي
هنا اڼفجرت دموع عينيها وهي تردد من بين شهقاتها
تعبت ياعامر من
معاملة اخوك ليا مش موجود جمبي ولا حاسة إني ليا وجود في حياته من الأصل وكل لما اطلب منه الاهتمام يرمي لي فلوس ويقول لي اخرجي هاتي اللي نفسك فيه وكل تفكيره شغل وفلوس لما حسيت إني عايشة في البيت ده زي الكنبة والكرسي
كانت تشكي همها وهي تشهق بشدة من ذاك الإنسان الآلي التي تعيش معه ثم تابعت
وفي الاخر اكتشف إنه بياخد رشاوي وعمولات من الحړام وشغل من تحت الترابيزة زهقت اني وهو واتخانقنا بسبب الموضوع ده وقلت له بدال المرة ألف نعيش على قدنا ولا ندخل لقمة حرام بيتنا يقول لي ده شغل وبرضا الطرفين متشغليش بالك إنتي لحد ما تعبت وطلبت منيه الطلاق ماهو مفيش في حياتي حاجة تربطني بيه لكن امي وقفت في وشي وبهدلتني وأصرت اني اكمل معاه واني بدلع
ثم رفعت عيناها المغشية بالدموع وسألته
طيب بذمتك ياعامر مش هو اخوك وانت ادرى الناس بيه وبطبعه الجامد اني بفتري عليه وبتدلع
بقيت حاسة إني العيب فيا من كلامه وكلام امي وبقيت كارهة نفسي وشايفاني وحشة وبقيت بتمنى الم وت كل لحظة وثانية
لان قلبه لدموعه فهو يعلم طبع أخيه الجامد والمتصلب وهي لن تخترع ثم اقترب منها ومد يداه ومسح دموعها بحنان تفتقده من اقرب الناس إليها وهو يحاول تهدئتها
طيب معلش
متزعليش منيه وخليها عندي اني وكل لما تحسي انك زهقانة وهو ضاغط عليكي كلميني واني هجي لك نقعد مع بعض واخفف عنك وجعك إنتي متعرفيش غلاوتك عندي قد إيه إنتي بقيتي اكتر من اخت يامها
أحست بحنانه عليه وأنه الوحيد الذي تفهم تفاصيل مشكلتها وأنه الوحيد الذي طبطب على چروحها وصدقها بأنها لم تفتري عليه ولن تخلق أكاذيب من الهواء كما تنعتها والدتها وزوجها دائما وصعب عليها حالها وانف جرت في البكاء مرات ومرات لم تعرف عددها
كان واقفا أمامها قلبه يتق طع لبكائها ثم بحركة عفوية منه ألقاها الشيطان في أذنيه ظنا منه أنه يخفف عنها أمسك وجهها بكلتا يداه وباطنها تحتضن وجنتاها ويمسح دموعها بكلتا إبهامه وهو يحنو عليها
طيب معلش متعيطيش بقي دموعك بيقطعوا فيا وبيكرهوني في اخويا والود ودي اروح اخانقه علشان خاطرك
تخدر جسدها من حركته كما تخدر عقلها وحركت وجهها وهي تتمسح داخل باطن يداه باحتياج لتلك اللمسات الحنونة التي أشعرتها بأن إحساسها لن يم وت كانت مغمضة العينين ثم بحركة عفوية منها وضعت كلتا يداها على يديه استشعر لمساتها ودق قلبه لأول مرة بين ضلوعه وأصبح يب تلع أنفاسه بصعوبة بالغة من منظرها الآخاذ فالأنثى في أشد لحظات ضعفها واحتياجها لرجل لمست حنانه تكن في أصفى حالات جمالها
ثم هدأت قليلا واستكانت وصدح صوته بهمس
هديتي ياغالية ولا لسة
فتحي عيونك يامها
فتحت أعينها بتمهل نظر لعينيها بعمق لأول مرة فرغم أن جفونها محاطة بالدموع إلا أنها لامعة وبريقها خطفه وأشعره بالاحتياج مثلها
ثم غمغم وقلبه ينبض
تعرفي إن عيونك حلوة قووي
ابتسمت قليلا ثم قالت
انت الوحيد اللي شايف أنهم حلوين
بادلها الابتسامة بمثلها وهتف بتأكيد
لا هما حلوين فعلا وهما اللي بيشفوش صح عيونهم عميانة
تنهدت بضيق
وهيفيدني بإيه أنهم حلوين ملهمش لازمة
التوي ثغره باعتراض
لااا مين قال اكده دي العيون عالم تاني خالص كلامهم بيرشق في القلوب مبيتنسيش وبسمتهم بتنور الكون للأعمى ورمشهم هوا للحران في عز الن ار العيون دي اجمل حديث يتقال من خلالها لأي حبيب وحبيبة علشان اكده قبلتهم رغبة
تاهت في كلامه الجميل الذي تمنت أن تسمعه ولو مرة من زوجها ثم سألته
إنت عرفت الحاجات دي منين
كلامك جميييل قووي ياعامر أول مرة اسمعه
أمسك كلتا يداها واحتضنهم بين يداه واجابها
الكلام ده مش محتاج علام دي فطرة في اي إنسان عادي ربنا خلقنا نحب ونتحب ونحس ببعض ونعاتب ونلوم بعض وقت الزعل
لوت شفتيها بامتعاض واردفت
أني ومجدي مبنعملش اكده واصل دايما پنتخانق على أقل التفاهات من كتر الملل اللي أني عايشاه بسببه
ثم أتى ببالها سؤال سألته إياه
هو إنت ياعامر لو مرتبط وفي حاجة مزعلاك من الطرف اللي معاك هتتعامل إزاي
سحبها من يدها وجلسا كلتاهما على الأريكة وكانوا بالقرب من بعضهم ثم أجابها
شوفي ياستي وقت الزعل لما ناجي نعاتب نستني ساعة الضيقة تعدي الأول ونهدي حالنا ونروق اعصابنا ليه بقي هقول لك علشان في الوقت ده الإنسان بيبقى ڠضبان اووي وممكن لسانه يقول كلام جارح للطرف اللي قدامه وهو مدريانش فالطرف اللي قدامه مهما تكون قوة تحمله لازم يبقى ليه رد فعل لأنه انجرح ورد الفعل مش هيعجب الطرف التاني خالص لانه في شدة غضبه وكلمة من ده على كلمة من ده العاړكة تشتغل ومع كل عاړكة القلب بيشيل لحد ما يفيض والطرفين وقتها هيكرهو بعض لمجرد أنهم مبعدوش وقت الڠضب
وكل واحد فضل يدي للتاني لما شبع
أما بقى لو استنوا وقت وأدوا لنفسهم فرصة يهدوا ويخرجوا الشيطان من بينهم وقتها هيبقى بدال العاړكة عتاب هادي وملام من غير چرح والمشكلة هتنفض بكل سهولة لأن كل طرف قعد مع نفسه الأول اټخانق شوية معاها وطبطب شوية عليها وادى شوية اعذار للطرف التاني فالبتالي العقل في شدة الڠضب زينة اي راجل وست
ثم التمعت عيناها بالدموع مرة أخرى وداخلها ينعى حالها البغيض رأى لمعة عينيها بالدموع فسألها
طيب ليه الدموع داي تاني يابت الناس ماكنا
هدينا وروقنا
ريحتك حلوة قووي مميزة وتسحر
عودة من الباك
فاق من شروده على صوت الطبيب يردد
للأسف إمكانيات المستشفى هنا متنفعش مع حالة اخوك لازم يتنقل المستشفى العمومي
نظر عامر بأسى للطبيب على حالة اخيه ثم هتف بموافقة
تمام ياداكتور اللي تشوفه زين لحالته نعمله ونبدأ من دلوك
هز الطبيب راسه بموافقة وأبلغه بأنه سيبدأ في إجراءات نقله الآن في سيارة الإسعاف الخاصة بالمشفى وتركه وذهب
اما هو