روايه لن ابقي علي الهامش كامله بقلم نداء علي
خلف
كلمات بسيطة قائلة
انت لسه صغير يا باسين وفرح لسه يابني هتكمل تعليم مستعجل علي ايه
ياسين پخوف من فقدانها
ما أنا هسيبها تكمل تعليم زي ما تحب وحضرتك شايفة اخواتي البنات ماشاء الله عليهم سايبهم في التعليم ومش مقصر معاهم
سعاد عارفه يابني بس طول بالك كل شيء بأوان
اكتفى أحمد بالصمت بينما سحبت روح ياسين وكأنه غريق عاجز عن الخروج الي الشاطيء
رايح فين يا ياسين
ياسين مروح البيت يا فرح محتاجة حاجة مني
فرح بحب عاوزة سلامتك
وربما كانت هي مصدر اصراره علي المحاولة من جديد
استمر ياسين في محاولاته دون يأس يعمل ليل نهار بالتجارة ورغم صغر سنه الا أن ذكاءه الحاد كان يساعده علي التطور والربح الوفير استطاع من خلال شقيقاته أن يتحدث إلى فرح ويتأكد من عمق مشاعرها تجاهه وتمسكها به فازداد عزيمة وبعد مرور عام كامل انتهى من تجهيز شقته بما يليق بها وزيادة فقد حرص أن تكون مملكته معها الأجمل في بلدتهم وقد كان.
وغفلة العقول تأت بين حين وأخر كزائر يطمح إلى البقاء فإن انت رحبت به وأعربت عن رغبتك بوجوده ظل مغلفا لما لديك من حكمة وعدل وتبدو مغيبا لا تزن الأمور كما يجب
وانتي كنتي فين سايبه البنات ونازله تشتغلي ومش هامك
صاحت هي الأخرى پغضب وجنون أم ترتعد ان
يمس صغيرتها سوء قائلة
ارحمني ارحمني وسبني في حالي البنت عربية خبطتها وهي خارجة من المدرسة يا غبي أنا همشي وراها وهي في المدرسة وبعدين متتكلمش معايا نهائي انت فاهم أنا بس بلغتك لأنها بټعيط وبتنده عليك مع انك متستاهلش ضافرها هي وأخواتها.
يابني هدي نفسك ان شاء الله هتبقى كويسة.
ادعت سوزي القلق فتساءلت بهدوء قائلة
مالها بنتك يا حبيبي طمني
مصطفى بخفوت عربية خبطتها وهي خارجة من المدرسة
سوزي ألف سلامة عليها
مصطفي انا هنزلك انتي وماما وارحلهم المستشفى
والدة مصطفى اه طبعا مهما كان دول بنات ابني.
مصطفى بتيه ماشي يا ماما ربنا يستر.
أسرع مصطفى تجاه فيصل الذي ابتسم اليه بهدوء قائلا
اطمن يا مصطفى ربنا كريم
مصطفي طمني يافيصل بنتي حصلها ايه !
فيصل كسر بسيط في رجلها وچرح في راسها بس اطمن الخياطة تجميلية ومش هتظهر بأمر الله.
دلف مصطفى الي الغرفة ليجد تقى تئن في ضعف وتسأل والدتها دون توقف قائلة
بابا فين أنا عاوزة بابا.
اقترب من سريرها يقبل كفها بحب قائلا
أنا جيت يا حبيبة بابا مټخافيش.
تحدثت هي پبكاء حاد قائلة
رجلي بتوجعني أوي
مسد فوق رأسها بحنو ولم تستطع رضوى البقاء بصحبته فتحركت بخفة خارج الغرفة لكنها تسمرت مكانها عندما وجدت حماتها وسوزي ينظران اليها بتقييم وترقب لتتجاهلهما وتهم بالابتعاد عنهما إلى أن استوقفتها سوزي قائلة
ايه يا رضوى مش شيفانا
رضوى بحدة بت انتي أنا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي ومش ناقصة.
والدة مصطفى وهي عملتلك ايه ولا هو شكل للبيع ولا يمكن غيرانة بعد ما عرفتي انها هتجيب لابني الولد.
رضوى بجدية
تصدقي يا حماتي انتي عاملة زي كفار قريش كانوا زيك كده تمام لما يجيلهم بنت يروحوا يدفنوها.
سوزي لا بجد عيب كده مصطفى لو عرف مش هيسكتلك وبعدين ليه الغيرة بتاعتك دي مش ذنبي ان جوزك مكتفاش بيكي وحبني واتجوزني.
رضوي البنات الرخيصة اللي زيك متعرفش يعني ايه حب مصطفى في الأول والأخر راجل أي ست هتعرض عليه نفسها ممكن يضعف والعيب مش عليه لوحده العيب علي خطافة الرجالة اللي شبهك وابعدي عني بدل ما اڤضحك في المستشفى واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكي.
ابتعدت رضوى وصدمت والدة مصطفى كليا فقد اعتادت أن تصمت رضوى مهما ألقت اليها من كلمات سامة بينما التفتت سوزي خوفا أن يستمع مصطفى إلى ما قالته وقد حذرها مسبقا أن تصطدم بأي طريقة كانت معها.
علي مقربة منهن كانت كاميليا تراقب الموقف بشيء من الحيرة لا تعلم لم شعرت بالاشمئزاز هكذا من سوزي وما قالته وهل تختلف هي عن سوزي كثيرا نفضت عن رأسها تلك الهواجس وأكملت مسيرتها لمعاينة إحدى حالاتها المړضية.
الفصل السابع
أرسلت إليه رسالة خالية مما كانت تغرقه به من قبل رسالة بلا ابتسامة من أحرفها بلا روح كحالها تخبره بحاجة أطفالها إلى القسط الخاص بالسنة الدراسية الجديدة
لم ينتظر بل هاتفها على الفور قائلا
فلوس ايه يا همس انت من امتى بتستأذني قبل ما تاخدي فلوس
اجابته بهدوء كل حاجة اتغيرت وهتتغير لازم تبقى عارف التزاماتك.
فيصل على أساس ان ولادي مثلا هسمح لحد غيري يصرف عليهم
همس لأ اطمن أنا واثقة ان الماديات مبتفرقش معاك بس ده ميمنعش اننا نتفق على أسلوب للتعامل ما بينا منعا للمشاكل
فيصل بجدية مصاريف المدارس بكرة هتدفع كاملة يا مدام وبالنسبة لتلميحك فياريت تعقلي وتبعدي عن تفكيرك حكاية اننا نبعد عن بعض دي
همس بهجوم وحدة
احنا لا هنبعد ولا هنقرب أنا همحيك من حياتي نهائي فاهم يعني ايه تنسى انسان وهو موجود قدامك أنا هعتبرك ولا حاجة يا فيصل صدقني مفيش راجل على وجه الأرض يقدر يذلني ولا يكسرني وبكرة تشوف بعينك
ابتسم ساخرا من ټهديدها وبداخله يرتعد من اصرارها لكنه ادعى التجاهل قائلا
لو اياد جنبك هاتيه اكلمه.
بحثت بعينيها عن طفلها وما إن وصلت إليه منحته الهاتف واسرعت تبحث عن منفذ تتنفس من خلاله وكأنها حرمت من نسيم الحياة منذ سنوات
انهكت همس حالها في تنظيف البيت ربما يجرفها الإجهاد بعيدا عن ازدحام افكارها المؤلمة ولكن دون فائدة لم تجد لها ملاذا سوى صديقتها الوحيدة مودة فهرولت إلى مهاتفتها علها تنجدها مما تعانيه.
تحدثت إليها مودة بسعادة قائلة
أخيرا افتكرتيني ياهمس انت فين يابت وبتصل عليكي مبترديش!
همس بصوت متعبأنا كويسة الحمد لله بس محتاجة اشوفك يا مودة تقدري تجيلي النهاردة!
مودة في ايه ياهمس صوتك ماله
همس نفسي اتكلم مع حد نفسي ارتاح يامودة بس مليش حد بعد مۏت بابا وماما.
مودة بحب جيالك ياهبله أنا في مول العرب يعني قريبة منك ساعة واكون عندك
قصت همس علي مسامع مودة ما حدث وما فعله فيصل وبقيت إلى جوارها عدة ساعات الي أن تحدثت الي صديقتها
بصوت ذبيح
ممكن تاخدي الولاد عندك النهاردة خاېفة عليهم مني ومن احساسي بالقهر يا مودة نفسي ابقى لوحدي النهاردة ممكن
اجابتها بحب
من عنيا طب ما تيجي انت كمان ونقضي يوم جميل سوا متقعديش لوحدك.
همس وقد اوشكت طاقتها علي الهرب
لا مش هقدر سامحيني
ابتسمت الصديقة المخلصة بحزن مؤلم وتحركت في صمت تصطحب الطفلين اللذان يتطلعان الي أمهما بتعجب فتلك المرة الأولى التي تسمح لهما بالمبيت خارج البيت
استوقفت همس ولديهما وهرولت اليهما تضمهما بحب وقوة قائلة
أسفة حبايب ماما أول واخر مرة أسيبكم النهاردة بس لأني تعبانة ماشي.
بعدما تأكدت من مغادرتهم أسرعت الي غرفتها بحثت عن ألبوم صورها الخاص الذي تخلد بداخله لحظاتها المميزة مع فيصل.
انتزعت الصور وكأنها تساعد قلبها على انتزاع ما غرس بداخله من عشق لمن لم يصون الود.
مزقت صورهما بقوة واهنه وكأن يداها عاجزة عن إيذاء تؤام الروح كما كانت تسميه.
نظرت الي صورة تختلف كثيرا عن باقي الصور ربما كان ذكراها ذات مغزى أخر وبكت واشتد نحيبها وكأنه بركان في أوج ثورته ثم ما لبثت أن ابتسمت پانكسار قائلة
ليه يا فيصل ليه معقول قدرت تدبحني بالشكل ده معقول كل الناس كانت شيفاك صح وأنا غلط!
عادت بذاكرتها الي أول لقاء جمعهما سويا بعدما تسرب إلى كليهما مشاعر بريئة.
عودة بالزمن إلى الوراء
جلست همس بالمقعد المقابل لفيصل الذي تحدث بحرج قائلا
أكيد انت مستغربة ايه سبب اتصالي عليكي والحاحي اننا نتقابل.
همس بتوتر يعني اكيد عندي فضول أعرف
فيصل بصدق ونظراته تحتضن ملامحها الفاتنة
أنا من أول ما شفتك في العيادة وحاسس اني مش طبيعي جوايا مشاعر غريبة وخفت تسافري قبل ما اكلمك واصارحك.
ابتسمت بسعادة لكنها تذكرت سفرها القريب فانقبض قلبها خوفا وقالت
للأسف أجازة بابا خلصت بالعكس لما أنا تعبت قدم طلب مد اجازته شهر ولازم نسافر نهاية الأسبوع
فيصل وانت!
همس أنا لازم اسافر مقدرش اقعد لوحدي وخالتي الوحيدة علاقتي بيها عادية يعني ماما وبابا من يوم جوازهم عايشين برة بسبب شغله
فيصل يعني مفيش أمل
همس مش عارفه وبصراحة أنا مش فاهمة انت عاوز مني ايه.
فيصل أنا هكلمك بصراحة حقيقي أنا رافض من زمان موضوع الجواز والارتباط تماما لكن أول ما قابلتك تفكيري كله اتغير ومش هقدر تسافري وتبعدي عني انا هتقدملك يا همس ونتجوز وتفضلي معايا.
همس بتردد بس أنا معرفش عنك أي حاجة
فيصل هقولك كل حاجة تخصني وهسيبك تفكري براحتك بس صدقيني لو وافقتي عمرك ما هتندمي وهعمل كل اللي اقدر عليه علشان أسعدك
كتمت همس صړاخها بيدها واخذت بقبضتها فوق فؤادها قائلة
كداب يا فيصل كداب وخاېن وهتندم هندمك علي كسر قلب وۏجعي بحق كل كلمة حب وكل وعد خنته هتندم ووقتها هتشوف همس عمرك ما شفتها قبل كده.
هدوء وارتياح أصابه بعدما أعلنت رضوى عن موافقتها علي العمل بجواره لم يكن ليسمح لها بالاستمرار في ذاك المكان وبين هؤلاء الرجال ربما ېؤذيها دائما بأفعاله لكنه لا يستطيع الاستغناء عنها علاقتهما معقدة إلى حد يعجز هو عن فهمه ربما كانت رضوى السبب في ما ألت اليه الأمور فقد اعتادها راضخة هادئة تتقبل اساءة والدته في صمت إلى أن صار مؤمنا ان قبولها بزواجه أمر مسلم به وها هو الأن حائر لم يعد يرى في سوزان ما رأه من قبل صارت انثى كغيرها ليست ملاكا كما خيل اليه وربما كان واهما منذ البداية فكيف لملاك أن تقترن بإنسان.
تعجب فيصل من تصرفات صديقه كثيرا فتساءل في ترقب
انت هتجيب رضوى تشتغل هنا ليه مش واثق فيها يعني
مصطفى دون تردد بالعكس أنا واثق فيها لو في وسط مليون راجل بس محبتش اعمل معاها مشاكل تاني هي مصرة تشتغل وانا مش موافق قولت فرصة تشتغل معانا واهي فرصة يمكن تهدي وعلاقتنا تتصلح.
فيصل ربنا يهدي الحال.
مصطفي وانت هتعمل ايه
فيصل بعناد خطوبتي انا وكاميليا الخميس الجاي
مصطفى وهمس!!
فيصل