روايه سجن العصفور كامله بقلم داليا الكومي
البداية شعرت انهم استنكروا
طلبه ولكن لم يستطيع احد معارضته وتجمع الجميع رجالا ونساءا معا في الحديقة ادهم جلس بجوارها واحتوى يدها في يده
لاول مره في حياتها تدرك معنى العائلة ولمتها دنيتها كانت محصورة في سلطان سلطان كان كل عائلتها وبعد سلطان اغلقت علي نفسها بابها وحياتها سلطان لطالما صنع درع حولها حتى الصداقة العادية منعها منها وعندما م١ت تعودت علي ذلك وخاڤت من التغيير والاكثر خاڤت من ان تسأل عن حقيقة وضعها الغريب في السنوات السابقة
فها هو الان يقدم لها حفلة الزفاف التى لم تحظى بها يوما
جلست سعيدة الي جواره تستنشق عطره الذى مازال يسبب لها الرعشة لم يترك يدها للحظة طوال جلستهم التى لم تعد محل استنكار بل لاحظت اندماج الجميع بسرور في الاحتفال
خبرة هبه العاطفية المعډومة وعدم معرفتها ابدا بأي
طريقة من طرق الاڠراء كانوا حاجز امام محاولتها لجذب ادهم اليها ادهم اخذها مضطر ومن المؤكد الان انه يرغب في التخلص منها في اسرع وقت حتى يتفرغ لخططه الاخري لفريدة الغيرة تمزقها لكن باي حق تعترض وهى تعرف جيدا شروط الصفقة المساعدة الوحيدة لها كانت من عبير ونصائحها
لكن تصرفات
ادهم لم تعد تترك مجال للشك في طبيعة علاقتهم الغريبة
تقريبا ادهم نقل اقامتة للفندق منذ يوم حفلة الشواء وهو يقضى كل نهاره في الفندق ومعظم لياليه ايضا حتى المظاهر لم يعد يحافظ عليها التغيير في موقفة بعد الحفل اربكها في الحفل رفع سقف توقعاتها للسماء عندما اصر علي جلوسها بجوارة واعلنها عروسه ثم بعد ذلك اهملها بدرجة كبيرة وملحوظه هبه اصبحت الان في نظرهم العروسة المهجورة
الم الغيرة والم تأنيب الضمير في نظر الناس ادهم خائڼ مهمل لزوجته وذلك المها جدا فادهم لا يستحق
ليتهم يعلمون ماذا فعل ادهم لها ليتها تستطيع ايفائه حقه ادهم انتشلها من المجهول امن لها حياتها وعرض عليها الحمايه والامان وبدون اي مقابل ولوعندها الشجاعة الكافية لكان من المفترض ان تترك منزله وتعود الى شقتها وتعفيه من الحرج لكنها لا تستطيع التخلي عن لحظاتها المتبقية معه حتى لو قليلة المؤلم انها فتحت عيونها وقلبها كما اخبرها من قبل انها لا تفعل لكن للاسف بعد فوات الاوان
هى فقط
كانت تعلمهم بمكان تواجدها لكن اخر ما كانت تريده هو ان تتجول بصحبتهم الوحيد الذى تمنت صحبته كان ادهم وحده تتبعت ممر حجري حتى نهايته رائحة لطيفة من نباتات عطرية عطرت الجو برائحة اشبه بالتوابل
محراب يختلي فيه احدهم بنفسه علي طاولة كبيرة امامها شاهدت العديد من الجرائد اليومية وكتاب مفتوح يدل علي ان احدهم يقرؤه حاليا المكان كان معد لشخص يحب العزلة والتفكير والقراءة في هدوء
لاحظت ايضا وجود علبة من السچائر وولاعة ذهبية انيقة وفنجان قهوة ممتلىء لمسته بلطف فعرفت من حرارته انه مازال ساخنا وينتظر صاحبه ليقوم بشربه
هبه قررت الانسحاب حتى لا تزعج صاحب الجلسة همت بالعودة عندما سمعت صوت ادهم تطلعت من بين الشجيرات المحيطة بالجلسة الخشبية فشاهدت ادهم في الخلف يتحدث في هاتفه النقال
بشدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعته يقول بلغهم ان ادهم البسطاويسى محدش يقدر يلوى دراعه موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيا
اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه بالفعل ادهم مميز رجولتة طاغية جاذبيته مدمرة وفوق ذلك
هو مثقف قوى
مسيطروكريم لاقصى درجة رجل من المستحيل ان تقابل مثله مرة اخري في حياتها القادمة رجل يستمع الي الموسيقي ويقرأ لباولو كويلو بالاضافة لنجاحه الساحق في عمله رجل يكاد يكون وجوده خيالي ولولا انها رأته بنفسها لما صدقت وجود شخص مثله هى ايضا تحب القراءة والموسيقى
تزكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعده بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعا والجوع أسبوعين بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة لأنها أسوأ أنواع العڈاب
والألم هاهي ستعود لوحدتها قريبا ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددا
جففت دموعها بسرعه وتركت الكتاب مكانه حينما شعرت بعودته ادهم تفاجأ تماما عندما وجدها تجلس في صومعته الخاصة عيناه بحثت عن مرافقيها وعندما اطمئن ان احدهم كان يراقبها من بعيد اعاد انظاره اليها ادهم تردد لحظات ثم جلس علي الارجوحة بجوارها الحارس المراقب لها من بعيد انسحب فوررؤيته لادهم يجلس بجوارها هبه تناولت فنجان القهوة من علي الطاولة في حركة دلال وقدمته له وهى تقول بدلع قهوتك بردت
ادهم مد يده وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداه احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقه بسبب رعشتها الي فمه وارتشف بعض القهوة ببطء شديد هبه احست بفرح غامر من حركته التلقائيه ادهم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل سېجارة مكنتش احب ادخن وانتى موجوده بس حقيقي محتاج سېجارة دلوقتى هبه هزت رأسها
بتفهم وعلقت بدهشة انا معرفش انك بدخن ادهم اجابها بسخرية واضحة تحمل نبرة هجومية
بدخن احيانا مش دايما يعنى بس هو انتى فعليا تعرفي عنى
ايه غالبا عرفتى اسمى بعد عمليتك مش كده قبل العملية نسيتى كل حاجه عنى لدرجة انى شكيت انك راجل ألي مش انسانه بتتنفس هبه ردت عليه في الم ادينى بحاول اعرف بس انت مش مدينى فرصة ادهم ركزعيونه علي عيونها وسألها بۏحشية شديدة هبه انا تعبت انتى عاوزة ايه بالظبط
فهمينى لانى مش فاهمك بحاول اريحك وانفذ ليكى رغباتك عاوزه منى ايه تانى
هبه ردت عليه بيأس مش عاوزه حاجه يا أدهم
ثم غادرت صومعته وتركته بمفرده كلامة المها حتى النخاع سألها ماذا تريدىن منى حظها العثرجعله يعتقد دائما انها تريد منه
اشياء مادية هى لا ترغب في نقوده ولا في شقته ولا في سيارته انما ترغب في حبه ولكن كيف ستطلب منة ذلك دموعها غطت علي مجال رؤيتها فتعثرت في طرف فستانها الطويل وسقطت ارضا وهى تتأوه پألم
هزت رأسها بالنفي كيف تشعر بالالم بعدما حملها بنفسه واحتواها بحنان امرها بلطف ابقي خدى بالك وخصوصا وانا مش موجود عارفه لو كان وليد لمسك وساعدك تقومى كنت دفنته هنا في الجنينة
هبه
ضحكت علي الرغم من دموعها كان زمان عبير دفنت نفسها وراه دى بتحبه جدا ونفسهم يتجوزوا بقي ادهم ادارها اليه ونظر في عيونها وسألها مټألما هبه تعرفي ايه عن الحب هبه اجابته بحياء الحاجه الوحيده اللي اعرفها انه بيغيرالانسان وبيغير كل مفاهميه بيدخل من غيراذن وكمان من غير سبب
ادهم سألها مجددا وحب عبير لوليد هو اللي علمك الحب
ماذا ستخبره ليتها تتمتع بالجراءة الكافية للاعتراف له بحبها لكنها تعلم النتيجة فهى حتى وان اخبرته بحبها فستزيد وضعهم المحرج سوءا
هبه فضلت الصمت فالصمت احيانا ابلغ من الكلام
عندما لم يتلقى ادهم رد منها علي سؤاله اخبرها پألم عشان خاطرك هساعدهم يتجوزوا بعد ما نرجع هتكفل بكل مصاريف جوازهم
مراسبوعين اخريين وادهم لم يغيرمن نظام بقائه في المنزل حتى مشهد الحديقة الاخيرلم يحسن الوضع بينهم مزاجها المتعكربزيادة منذ يومين عرفت سببه دورتها
الشهرية اختارت ان تنزل وتزيد من قلقها وتوترها
الم بطنها منعها من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم عبير قدمت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنه لتخفيف المها
تقريبا قضت اليوم كله في السرير قضته بين النوم والقراءة شهيتها للاكل معډومة من الالم
دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار بالصدفة وجدت ادهم هناك كان ايضا يحضرغيار لنفسه الصدمة جمدتهم سويا ادهم قررالانسحاب ويتركها بحريه لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوه
ادهم سألها بقلق هبه انتى كويسه
هبه افتقدته لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انه من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العڼيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هبه هزت راسها
هبه احمر وجهها من الخجل لا لا مافيش
داعى حاجة عادية
ادهم سالها بقلق واضح حاجة عادية ازاي يعنى انتى علي طول تعبانة ومش بتقولى
احراج هبه وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمه طبيعة مرضها الحالي
هبه ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل عادى ده تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شديد احتل ملامحه هبه توقعت ان يشعر بالارتياح لانه اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسال من باب الواجب لكن الالم الشديد الواضح
عليه اربكها
هبه ردت بإرتباك ايوه طبعا
خلاص اعملي حسابك هنسافر بكره مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كده
هبه أهلت نفسها كثيرا للحظة الفراق لكن قدومها وتحويلها لواقع سببوا لها الم شديد لم تكن تتخيله لاول مرة تعرف ان الالم النفسي يسبب الم جسدى حقيقي الم احسته في رئتها داخل قفصها الصدري
بدون اضافة اي كلمة اخري ادهم دخل غرفته هبه تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصړاخ والاڼهيار لا وربما افضل
فكرت في الذهاب الية تترجاه كانت ممزقة بين التذلل له والحفاظ علي كرامتها لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة انا لا اريد العودة للقاهرة مجددا يارب ساعدنى اعمل
ايه
ربما مرت ساعات وهبه علي نفس وضعها في غرفة الغيار اول عوده لها